في بادرة وصفت بـ”الطيبة”، أطلقت السلطات المحلية بمدينة سيدي يحيى الغرب، ليلة أمس الخميس، بقيادة باشا المدينة، حملة واسعة لجمع المشردين والأشخاص دون مأوى من الشوارع والأزقة والساحات العمومية، قصد إيوائهم.
وشملت هذه الحملة، التي شارك أعوان السلطة والقوات المساعدة ورجال الأمن، وبعض الفعاليات المدنية، الشارع الرئيسي وأزقة المدينة والمناطق التي تعرف تواجد هذه الفئة الهشة، والتي تعيش ظروف صعبة للغاية تزيد نكأ الجراح وتعمق معاناة فئة يظل الحصول على ملاذ دافئ ترفا بعيدا عن منالها.
واستهدفت هذه الحملة جمع المشردين والأشخاص دون مأوى، حيت تم نقلهم إلى دار المسنين، فيما تم نقل الحالات الصعبة والتي تعاني من اضطرابات عقلية و نفسية إلى مقر المسيرة الخضراء الذي تم تجهيزه لهذا الغرض، حيث سيتم ايواء المعنيين وتغذيتهم والعناية بهم تحت المراقبة الطبية وحمايتهم.
ويعيش كل واحد من هؤلاء المشردين قصة إنسانية مختلفة، لكن المشترك والمآل واحد، تشرد وبؤس وقضاء فترة مناخية قاسية في العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء إلا من بعض الملابس الرثة، أملا في أن تحميهم من ليالي البرد القارس، لتعمق من جراح شريحة تعاني الأمرين، فهي تصارع من أجل الحياة، وتكابد في الوقت نفسه من أجل البحث عن ما يسد رمقها ويدفئ أجسادها المثقلة بالهموم.
هذه المبادرة الاجتماعية والإنسانية لقيت استحسانا كببرا من لدن ساكنة المدينة، التي عبرت عن ارتياحها لهذه البادرة، التي ستوفر المأوى للعشرات من الأشخاص وستقيهم من البرد القارس.