لم أكن يوما أهتم بكرة القدم، ولا كنت أتابع المباريات.

 أعترف: في حياتي، لم أشاهد يوما ولا مباراة واحدة لكرة القدم ولا لأي رياضة أخرى. في تصوري، الرياضة، نمارسها أو لا نمارسها… لكننا لا نتابع الآخرين يمارسونها.

كان يبدو لي الأمر مضحكا أن أرى كل هذا الجنون يسكن المتابعين خلال مباريات كرة القدم

لا تسخروا مني… لكني فعلا لم أكن أعرف أن حارس المرمى يرتدي قميصا مختلفا عن قميص باقي أعضاء الفريق. ولم أكن أفهم في ضربات الجزاء والتسلل وغيرها من تقنيات كرة القدم.

كان ذلك قبل كأس العالم لسنة 2022. وتحديدا قبل السادس من دجنبر.

لأن فرحة هذه الأيام وما قبلها، لا تعادلها فرحة. قلبت كل موازيني

وجدتني لأول مرة أبحث عن القنوات والإذاعات التي تبث المباريات، أسأل العارفين لأفهم التفاصيل.

وجدتني أصرخ حين يسجل حكيمي الهدف وحين يتمكن بونو من الإمساك بالكرة قبل أن تدخل مرماه. تعلمت أسماء الصابري وبدر بانون وزياش ومنير المحمدي وأمرابط وغيرهم من الأبطال.

وجدتني أخرج في مسيرة مغربية جديدة… مسيرة خضراء جديدة كما سماها أحد الأصدقاء.

هي حكاية… تتجاوز كرة القدم. هي حكاية تتجاوز الكلمات وتتجاوز اللغة.

هي ملحمة تجمع كرة القدم بالحب بالوطن بروح الفوز والفخر بالانتماء للوطن وبالسعادة.

هي ملحمة تجعلك تصحو غداة المباراة بتعب عضلي وكأنك كنت في قلب الملعب، وبدوار في الرأس هو بالتأكيد خدر لحظة استثنائية لم نعشها منذ عقود.

شكرا لكل الأصوات الداعمة التي وصلتنا. شكرا لكل الحب والتشجيع من فلسطين، من اليمن، من سوريا، من الجزائر، من الكويت والدوحة وليبيا والعراق ومصر، شكرا للفرحة التي وصلتنا من إيطاليا والنيجر والسينغال وهولندا

شكرا لوليد الركراكي الذي علمنا أن الحلم ممكن والذي جعل من “سيييير” شعارا للمرحلة، مهما كانت النتائج اللاحقة.

شكرا لكل المنتخب المغربي الذي علمنا أننا نستطيع أن نكون كبارا دون عقد نقص… وأن نواجه الكبار دون عقد نقص.

سناء العاجي الحنفي: كاتبة وصحافية مغربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *