عندما سألت في رسالة صوتية عبر تطبيق للتواصل الاجتماعي، صديقي حسن، ابن مدينة القصر الكبير، عن والدة أشرف حكيمي، أجابني أنه يعرفها جيدا، وأن اسمها سعيدة، وأنها عاشت في مدينة القصر الكبير في شمال المغرب، قبل هجرتها إلى إسبانيا قبل سنوات طويلة.

في ملاعب نهائيات كأس العالم في قطر، أثارت صورة واحدة جمعت أشرف حكيمي، نجم منتخب المغرب لكرة القدم، مع والدته في مدرجات ملعب لكرة القدم، اهتماما عالميا.

بينما المغاربة تعودوا على رؤية صور عائلية لأشرف حكيمي مع أمه، وأيضا لحكيم زياش مع والدته، فلماذا كل هذا العرفان من أشرف حكيمي لوالدته؟؟؟

قبل أن يتعرف المغاربة والإسبان على نجم صاعد، في نادي ريال مدريد، وقبل أن يحمل مع النادي الملكي الإسباني كأس عصبة الأبطال، الملقبة بذات الأذنين، ويرفع راية المغرب، كانت مهاجرة مغربية في إسبانيا تشغتل بكد وبإصرار يومي، لدعم ابنها الموهوب كرويا، أشرف حكيمي، للخروج من الهامش في حي شعبي في ضواحي مدينة إسبانية، إلى شمس الاحتراف.

ففي عقدهما الثاني، وصلت عائلة أشرف حكيمي من المغرب، إلى إسبانيا، بحثا عن فرصة عمل، وجدتها في مهن بسيطة ومتواضعة ولكنها كانت شاقة، فأمه اشتغلت مدبرة منزلية، تروي الصحافة الإسبانية أن أم أشرف تقف وراء نجاحه كرويا.

وعندما أصبح أشرف حكيمي نجما ينتقل من ريال مدريد إلى أندية أوروبية كبيرة، أصر على تقديم العرفان لوالديه، وخصوصا لأمه، لثقتهما في نجاح ابنهما ولو بعد صبر طويل، وبعد مسيرة تدريبية لم تكن سهلة أبدا في إسبانيا.

فأشرف رأى النور في إسبانيا في العام 1998، ولقبه أصدقاءه في الحي ب “أرا” اختصارا لاسم أشرف.

بدأ يلعب أشرف حكيمي كرة القدم في سن مبكرة، مع أندية صغيرة في إسبانيا، قبل أن يشاهده في عامه الثامن، كشافة المواهب لنادي ريال مدريد، ليفتح له المدرب الفرنسي زين الدين زيدان لاحقا أبواب الفريق الأول للنادي الملكي الإسباني، ليبدأ مسارا احترافيا دوليا من ريال مدريد في اتجاه بروسيا دورتموند الألماني، ومن ثم نادي إنتر ميلان، انتهاء بنادي باري سان جيرمان الفرنسي.

ففي أحد الأحياء الإسبانية التي يكبر فيها أبناء المهاجرين، عاش أشرف حكيمي طفولته، وسط تخوف من أمه من انحرافه أو إدمانه أو خروجه عن طريق النجاح بسبب التأثر بالوسط الاجتماعي للحي.

 ولكن أشرف حكيمي بقي وفيا لوالدته، فانخرط بكل جدية في التدريبات، وواصل الإقرار بهذا الوفاء عبر الملاعب العالمية، وآخرها في نهائيات كأس العالم في قطر 2022.

عندما سألته مرارا الصحافة الإسبانية عن سر اختياره المغرب للعب كرة القدم على مستوى المنتخبات، كان جواب أشرف حكيمي أن الاختيار تقف وراءه أمه وأبوه والانتماء والجذور، وأنه يشعر براحة نفسية أكثر عندما يلعب مع أسود الأطلس.

*عادل الزبيري/ مراسل قناة العربية من المغرب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *