عبدو المراكشي

 

كتب رئيس الحكومة في صفحته الفيسبوكية، أمس، أنه تسلّمَ، بالصّدفة، شهادة الدراسات العليا المعمّقة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط، التي حصل عليها لكنْ “نسيها” هناك طوال 20 سنة..

وهاجم رواد مواقع التواصل رئيسَ الحكومة قائلين إنه “إما فيه مرض لعكز أو فيه الزّهايمر أو منعدم المسؤولية”. وتساءل أحدهم في هذا الإطار: كيف ننتظر من رئيس حكومة “عْگز” على الذهاب لاستلام شهادته من جامعة قريبة أن يُجشّم نفسه عناء التنقلات هنا وهناك باعتباره رئيس حكومة مطالباً بأن يكون نشطاً ولا يعجز عن… الذهاب لتسلم شهادته من مؤسسة في العاصمة.

وعلّق آخرون “حْتى هادي كنت ساكْت عْليها!؟” في إشارة إلى صفة “البْكماني”، التي التصقت به بالنظر إلى “سكوته” في العديد من المناسبات التي يكون عليه فيها أن يتكلم، لكنه يخرج بعد ذلك ليؤكد “عدم علمه” بالعديد من القرارات المهمة التي تتّخذ وهو “ماشي هْنا”.

لكنّ ما أثارني في التعليقات ردّ طريف ينبّه العثماني إلى خطأ لغوي في تدوينته التي لم تتجاوز بضعة سطور وورد فيه هذه الهفوة اللغوية الفاضحة. فقد كتب رئيس الحكومة في تدوينته: “فوجئت بعد توقيعي في الكتاب الذهبي لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط مساء اليوم الجمعة 21 يونيو 2019، على هامش حضوري للمشاركة في مناقشة أطروحة دكتوراه للطالب ربيع شكير، بعميد كلية الآداب السيد جمال الدين الهاني يسلمني شهادتي في الدراسات العليا المعمقة حصلت عليها منذ سنة 1999، لكنني منذ ذلك الحين لم (يتسنى) لي سحبها، فشكرا للسيد الهاني ولأطر الكلية.

وكتب أحدهم تعليقا طريفا ذهب في اتجاه آخر وهو “يُصوّب” للسيد رئيس حكومتنا الموقرة “خطأ” لغويا اقترفه في السطور القليلة التي تحدّث فيها عن “شهادة الدراسات العليا المعمّقة” (وما تلاها)..

وكتب صاحب التعليق الطريف:
خطأ لغوي بسيط: “لمْ”: أداة نافية يُجْزَمُ مضارع الفعل المعتلّ بعدها بحذف آخر.. وعليه فقولك [لم يتسنى] خطأٌ وصوابُه: [لم يتسنَّ]. معذرة!..

ولعلّ من سخرية الأقدار أن يختم صاحب التعليق تصويبَه لإدراج السيد رئيس الحكومة الموقرة (حامل شهادة الدراسات “العليا المعمّقة” منذ 20 سنة) بكلمة “معذرة!”..

معذرةً، رئيس الحكومة، زبّلطيها عاودْ فهادي…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *