حلت امس 25 نونبر، الذكرى الثانية للغروب الأبدي لشمس ماردونا، والعالم يتابع المونديال دون حضور معلم وملهم الأجيال.
لأول مرة، تقام نهائيات كأس العالم منذ ثمانيات القرن الماضي، دون أن يكون ماردونا، صانعا للتاريخ في البساط الأخضر، أو ملهما للارجنتين من المنصة الشرفية لملاعب المونديال.
لقد قالها الاسطورة ميسي قبل يومين في قطر التي احتفلت بمحطات من تاريخ ماردونا، : “اليوم في نهائيات كأسالعالم في قطر نفقد تلك الطاقة الايجابية التي كان يمنحنا اياها ماردونا “.
واذا كان لكل عاشق للاسطورة ذكرى مع مردونا أو قصة عنه، فنحن كمغاربة شعب ووطن، لنا مع ساحر كل الأزمة أكثر من قصة وذكرى وعشق متبادل فاق كل الآفاق .
في هذه المناسبة نعيد نشر افتتاحية Le12.ma، عن المغاربة وماردونا سبق أن كتبها الزميل محمد سليكي تحت عنوانيوم قال الأسطورة مارادونا قولته للتاريخ ومضى: “عاش الملك ، عاش المغرب، الصحراء مغربية ”.
والبداية من هنا:
لم يكن أحد يعتقد ذلك اليوم، أن الأسطورة الراحل دييغو ماردونا، سيحول ندوة صحفية رياضية في مراكش، إلى منصة مفتوحة للصدح بحبه للمغرب، لا بل وإرسال رسائل إلى ساسة العالم حول قضية الصحراء المغربية.
بعد عام على أول زيارة رسمية له إلى مدينة العيون كبرى حواضر الصحراء المغربية، سيعود الأسطورة مارادونا إلىالمغرب سنة 2016، وذلك للمشاركة في المباراة الاستعراضية الدولية التي ستنظم وقتها بمركب الشيخ الاغضف تخليدًا للذكرى 40 للمسيرة الخضراء.
لقد جرت العادة كما هو متداولة عالميًا، أن تسبق المباراة التي يشارك فيها كبار نجوم كرة القدم، ندوة صحفية، يحضرلتغطيتها كبريات المؤسسات الإعلامية، لتسليط الضوء على أكثر من حدث.
وعلى الرغم من تزاحم النجوم في هذا الحدث الاستثنائي، إلا أن منصة الندوة، لا يمكن أن تؤثث إلا بسيد النجوم، وأسطورة الأزمنة والعصور، والقصد هنا، دييغو ارموندو مارادونا.
ما إن تناول الأسطورة الكلمة، حتى بدء التاريخ يكتب قصة تسجيل الأهداف الحاسمة في شباك خصوم وحدة المغرب الترابية..
لم يتردد مارادونا، في القول بصدق، صدق الكبار وصناع التاريخ، قولة وشهادة، سيبقيان للحاضر و للأجيال… يقول الأسطورة، بإسبانية لاتينية:”عاش الملك، عاش المغرب، الصحراء مغربية“.
قول وشهادة مارادونا، وإنتصاره للوحدة الترابية للمملكة، كان لهما الأثر البالغ في نفوس المغاربة الذين بادلوه الحبألف حب، والأكيد أن لأجيال القادمة سوف تصون الود..
لذلك فالأسطورة مارادونا، الذي نذر ما تبقى من حياته لمحاربة الفساد والدفاع عن تحرر الشعوب من حكم العساكر، ماكان ليقول :” عاش الملك، عاش المغرب، الصحراء مغربية“، لو لم يكن القول ترجمة لقناعة، والقناعة تعبير عن حقيقة، والحقيقة لا ينكرها التاريخ..
لقد شكلت زيارة مارادونا للمغرب، عامة ومدينة العيون خاصة في مناسبتين، حدث رياضي، كرس مغربية الصحراء، وعزل وهم الانفصال ومن يغذيه في أصقاع البيداء..
تعرف المغاربة عن قرب على مارادونا، لم يكن فقط خلال زيارتين له إلى المغرب ( 2015-2016)، بل يعود إلى مواعيد كروية سابقة، خارج أرض الوطن، طبعًا.
كبرى تلك المناسبات، كانت قبيل مونديال أمريكا 94 بشهور قليلة، من خلال ودية المنتخب المغربي على عهد المدربالوطني الراحل عبد الله بليندة، أمام المنتخب الأرجنتيني، هناك في مدينة سالطا الأرجنتينية السياحية الساحرة.
أولى أهداف تلك المباراة التي تابعها المغاربة بعد منتصف الليل، ستكون بقدم المهاجم بالبو في مرمى الحارس زكرياء العلوي بعد تمريرة حاسمة من مارادونا.
بعد أربع دقائق، من تقدم الأرجنتين، سيعادل المهاجم المغربي، الأنيق كشلول الكفة، بهدف رائع دخل به التاريخ.
في خضم ذلك سيصفق المغاربة، عند الدقيقة 54 لإحراز الأسطورة مارادونا، هدف تقدم منتخب الطانغو في شباك أسود الأطلس، وذلك من ضربة جزاء، تسبب فيها العميد في هذه المباراة رشيد الداودي.
سيغادر مارادونا المقابلة، بعد هدفه هذا الذي حمل الرقم 34 من أصل 84 مباراة له وقتها مع المنتخب الأرجنتيني.
ضاعت الكرة من الظهير الأيسر عبد الكريم الحضوري، على مشارف مربع العمليات، ليحولها المهاجم الارجنتينى غابريال عمر باتيستوتا، بتسديدة قوية إلى هدف خرافي في شباك زكرياء العلوي.
إنتهى اللقاء بثلاثية أرجنتينية مقابل هدف شرف مغربي، وبتبادل القمصان، عربون محبة، وروح رياضية.
وتجدداللقاء بين المغاربة والأسطورة، بعد عقدين من الزمن على أرض العيون، حاضرة كبرى مدن الصحراء المغربية.
هناك في الصحراء المغربية كتب دييغو بقولته: “عاش الملك، عاش المغرب، الصحراء مغربية“، صفحة من صفحات تاريخ مملكة عريقة، بيد واحد منعظماء كل الأزمنة.
أديوس مارادونا..لروحك السلام
*محمد سليكي