أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الأربعاء، أن “منتدى فاس” سيشكل منعطفا في عمل تحالف الحضارات للأمم المتحدة.
وأوضح بوريطة، خلال ندوة مشتركة مع الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، السيد ميغيل أنخيل موراتينوس، على هامش المنتدى العالمي التاسع لتحالف الحضارات المنعقد بمدينة فاس، أن “منتدى فاس” سيشكل منعطفا في عمل التحالف، بالنظر إلى السياق والمشاركة والنتائج التي حققها، والروح التي أعطتها فاس لهذا الاجتماع، وكذا استنادا إلى العناصر التوجيهية التي تضمنتها الرسالة السامية التي وجهها الملك محمد السادس إلى المشاركين فيه.
وشدد الوزير على أن هذا المنتدى العالمي، الذي تحتضنه العاصمة الروحية للمملكة يومي 22 و23 نونبر الجاري، كان “ناجحا بكل المقاييس”، بالنظر إلى المشاركة التي شملت أزيد من ألف و500 مشارك، منها وفود رسمية تمثل الدول والحكومات، والشباب والجمعيات، ووسائل الإعلام، مما يعكس الاهتمام الذي حظيت به هذه الدورة على المستويين الإقليمي والدولي.
وأبرز، في هذا السياق، “المشاركة النوعية” للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، “مما أضفى طابعا خاصا على هذا المنتدى”، إلى جانب مشاركة حوالي 42 مشاركا من مستوى وزاري، ونحو تسعة رؤساء منظمات إقليمية ودولية، و12 رئيسا سابقا لدولة أو لحكومة، “وهذا أمر غير مسبوق في اجتماعات التحالف”.
وسجل بوريطة أن اجتماع فاس كان ناجحا، أيضا، من حيث الحوارات والنقاشات التي احتضنها، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقت يحتاج العالم إلى ترسيخ قيم الحوار والتفاهم والتسامح، والإنصات إلى لغة العقل والحكمة.
كما تجسد نجاح المنتدى، يضيف الوزير، من خلال نتائجه التي شكلت تطورا مهما في عمل تحالف الحضارات، مبرزا أن “إعلان فاس” الذي تم اعتماده بالإجماع يذكر بالأسس التي قام عليها التحالف ويحدد الأهداف والأولويات وبرنامج العمل للفترة المقبلة.
من جهة أخرى، قال بوريطة إن الرسالة الملكية السامية شكلت لحظة مهمة للغاية في هذه النسخة، باعتبارها وثيقة مرجعية لعمل التحالف، سواء من حيث تجسيد المشاكل أو تحديد المقاربة لمعالجتها، لافتا إلى أن كل المشاركين أجمعوا على أن الرسالة الملكية تشكل مرجعية أساسية في العمل المستقبلي للتحالف.
وأوضح أن هذه الرسالة السامية انطلقت من التاريخ العريق للمملكة وعاصمتها الروحية، مسجلا أن “العبقرية المغربية” التي نجحت في ترسيخ التعايش منذ القدم يمكن أن تكون مصدر إلهام لبلدان أخرى.
وبخصوص الطابع الإفريقي لمنتدى فاس، أبرز الوزير حرص الملك على أن تكون إفريقيا حاضرة دائما في الأجندة الدولية، وقناعة غوتيريش وموراتينوس بأن إفريقيا تضطلع بدور أساسي في مختلف المجالات، مشددا على أن “إفريقيا ليست المشكل، بل هي فاعل إيجابي” في مجموعة من القضايا، ومنها تلك المرتبطة بالحوار بين الحضارات والثقافات.
وبعدما أكد أن رهان إضفاء الطابع الإفريقي على المنتدى كان ناجحا بالنظر إلى الحضور الإفريقي المهم، ومساهمة البلدان الإفريقية والشباب والمجتمع المدني الإفريقي الواضحة فيه، أبرز بوريطة أهمية “الحديث عن عقد لقاءات لهذا المكون الإفريقي للتحالف لتطوير آليات وخطط عمل خاصة بإفريقيا”، معتبرا أن “الاستثمار في الحوار والسلام أقل تكلفة من الاستثمار في الصراعات والحروب والأجندات السلبية”.
وخلص الوزير إلى أن دور المغرب، الذي يقف دائما إلى جانب الأمم المتحدة، بتعليمات من جلالة الملك، لا ينتهي بانتهاء “منتدى فاس”، بل سيواكب العمل المستقبلي لتحالف الحضارات.