على بعد حوالي أقل من أسبوعين من انطلاق منافسات كأس العالم 2022 تواصل قطر بعث رسائل الى العالم تطمئنهم من خلالها بأنها على أتم الاستعداد لاستقبال ضيوف المونديال وأن كل الترتيبات استكملت لتنظيم نسخة غير مسبوقة من بطولة تقام لأول مرة فوق أرض عربية.
ففي آخر خرجة إعلامية للمسؤولين باللجنة العليا للارث والمشاريع تم التأكيد على أن جميع الترتيبات التنظيمية الخاصة ببطولة كأس العالم (فيفا) قطر 2022 قد استكملت وفق المخطط له من جميع الجهات العاملة المنخرطة في تنظيم هذا الحدث العالمي الذي سيقام من 20 نونبر الى 18 دجنبر المقبلين.
جولة بشوارع الدوحة تبين أن جوهرة هذه الإمارة زينت بما يليق باستقبال ضيوف البلاد حيث أعلام الدول المشاركة في كل المناطق وبالمحلات التجارية التي زينت بدورها واجهاتها بصور اللاعبين وبالأقمصة وبالاعلانات المصممة خصيصا للترويج لهذه هذه المناسبة.
كما أن السلطات المحلية عمدت إلى إغلاق مجموعة من الطرقات في وجه السيارات خاصة في الأماكن التي ستشهد تنظيم فعاليات ثقافية ومنها كورنيش الدوحة الذي خصص ابتداء من فاتح نونبر للمشاة فقط لجعلهم يستمتعون بما أعدته الجهات المعنية من برامج فنية وثقافية وسهرات الى جانب إمكانية متابعة المباريات عبر شاشات عملاقة نصبت بالكورنيش وبغيره من المناطق الاستراتيجية بالدوحة .
المركز الاعلامي الذي أقامته الدولة المستضيفة في مشيرب قلب الدوحة، الى جانب مراكز أخرى ، يبقى نقطة ضوء بارزة حيث تم تجهيزه بما يتناسب مع ضخامة الحدث وبما يساهم في تذليل الصعاب أمام حاملي القلم والكاميرا وذلك من أجل القيام بمهامهم على احسن وجه .
الجانب الأمني الذي يشكل قطب الرحى في أي تظاهرة كيفما كان نوعها وفي أي مكان يتم تنظيمها ، يحظى بالحيز الواسع من الاهتمام وهو ما جعل مسؤولي قطر يركزون عليه بشكل كبير ، حيث قدم العقيد جبر حمود جبر النعيمي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية وقوة أمن بطولة كأس العالم خلال ندوة صحافية عقدت مؤخرا تطمينات بخصوص الاجراءات التي تم اتخاذها لتأمين البطولة ومنح الجمهور فرصة عيش لحظات ممتعة من دون الشعور بما يهدد امنه وسلامته.
وفي تفاصيل حديثه عن الترتيبات، أشار المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية وقوة أمن بطولة كأس العالم ، إلى أن الجاهزية الأمنية استكملت في كافة منشآت ومواقع البطولة، وذلك بعد أن تم تنفيذ كافة الخطط والبرامج الموضوعة لضمان تنظيم بطولة أكثر أمنا وتميزا مضيفا أنه “تم وضع خطط استراتيجية شملت خططا بديلة احتياطية وخططا للتعامل مع المخاطر والأزمات”.
وأبرز أن الاستراتيجية الأمنية للبطولة حققت العديد من المهام من بينها حماية جميع منشآت بطولة كأس العالم، ومكونات البنية التحتية الخاصة بها، إلى جانب بناء قدرة أمنية متكاملة للبطولة تتفوق على المعايير والممارسات المتبعة في تنظيم الفعاليات الكبرى.
واستطرد قائلا إنه “وفقا للخطط المرسومة بدأ توافد جماهير المونديال إلى قطر منذ الأول من نونبر الجاري وفقا لخيارات المشجعين ويأتي ذلك مع انتشار قوة أمن البطولة لتمارس أعمالها استعدادا لهذا الحدث العالمي” مشيرا إلى أن وزارة الداخلية أكملت خططها خارج مواقع البطولة مع توحيد الجهود الأمنية، كما حرصت قوة أمن البطولة على الاهتمام بالعنصر البشري وتأهيل نحو 50 ألف مشارك خضعوا جميعهم للعديد من البرامج وإدارة الحشود وحقوق الإنسان والتعامل مع الجمهور وبمشاركة العديد من الخبراء”.
وشدد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية وقوة أمن بطولة كأس العالم مجددا على جاهزية دولة قطر لاستضافة هذا الحدث العالمي، تتويجا لجهود متواصلة خلال السنوات الماضية شهدت وضع استراتيجيات وخطط أمنية مبنية على مؤشرات قياس دقيقة، لافتا إلى أن أفضل الممارسات تبلورت في تنفيذ العديد من البرامج والدورات التدريبية والتي توجت بتمرين بمشاركة دول إقليمية ودولية واسعة لتنفيذ سيناريوهات متنوعة عكست تكامل الأدوار بين الجهات الأمنية والمدنية والعسكرية، للوصول إلى قمة الجاهزية والاستعداد.. كما جدد ترحيب دولة قطر بالجميع وحرصها على التعاون معهم.
وفي ما يتعلق بالنقل والمواصلات الذي يشكل هاجسا بالغ الاهمية خصوصا وأن البطولة ستقام في ملاعب متقاربة المسافات ، أوصى المنظمون الجمهور باستخدام المواصلات العامة للتنقل ، بما في ذلك خدمات الحافلات المخصصة ومترو الدوحة، كما دعوا سكان قطر إلى استخدام سيارتهم الخاصة لحضور المباريات وذلك لتفادي الازدحام علما أن بعض المحاور الطرقية قد تم إغلاقها خصوصا تلك التي توجد بالمناطق التي ستحتضن الانشطة الترفيهية التي تنظم بمناسبة احتضان المونديال.
ورفعت الجهات القطرية المعنية سقف التطلعات عاليا مؤكدة على انها تهدف إلى تقديم خدمة نقل آمنة وسلسة لجميع المشجعين إلى ملاعب البطولة ومناطق المشجعين، كما ستوفر أنظمة النقل فائقة التطور، خيارات تنقل سلسة للجماهير، علما بأن المشجعين لن يكونوا على مسافات بعيدة من الملاعب أو أماكن إقامتهم أو المواقع الترفيهية في أي حال من الأحوال، بفضل طبيعة البطولة متقاربة المسافات، مما يمكن الجمهور من حضور أكثر من مباراة في اليوم الواحد خلال المراحل الأولى من المنافسات.
ويأتي تنظيم المونديال في ظل اجراءات صحية تم تحيينها مؤخرا من قبل السلطات القطرية بحيث لا يشترط إجراء الفحص ضد كورونا قبل السفر، كما لا يتطلب العزل الصحي إلا اذا كانت نتيجة الفحص ايجابية . كما لا يلزم المغادرون للدولة بالقيام بأي نوع من الفحوصات في حين يجب على الزائر القادم الى قطر الحصول على جرعات التطعيم بشكل كامل .
وأكد القيمون على قطاع الصحة على أن القطاع شهد توسعا كبيرا جدا وسيتمتع الزائرون الى قطر خلال البطولة بخدمات صحية ذات مستوى عالي من الجودة.
وسيحظى زوار قطر بنسخة تحتل فيها الثقافة حيزا مهما إذا عملت الجهات المعنية على برمجة انشطة متنوعة عديدة بمجموعة من المناطق المحورية بالدوحة طوال أيام المونديال ، وذلك رغبة من القيمين على البطولة في جعل هذه التظاهرة العالمية مناسبة لاكتشاف الثقافة القطرية ومن خلالها تراث وثقافة العالمين العربي والاسلامي الى جانب جعلها لحظة للتعايش والتآخي والسلام.