ساعات قليلة فقط تفصل القمة العربية الـ31 المنعقدة بالجزائر عن نهايتها.

قمة كانت فاشلة بحجم تمثيليتها المنخفضة ومقاطعتها من طرف أزيد من نصف القادة العرب بسبب مواقفهم من النظام الجزائري.

  لن تحل القمة المعضلات العربية.

وستكتفي بإصدار  بيان “وردي” فضفاض لا يتضمن أية قرارات.

بعد استهتارها بشعار القمة العربية وتضييعها لفرصة “لم الشمل” الحقيقي مع المغرب، لم يبق هناك مجال أمام الجزائر  للتشدق بهذا الشعار الفارغ.

لقد فرط  النظام الجزائري في عقد المصالحة مع المغرب، رغم أن المغرب لا يتحمل مسؤولية قطع العلاقات معه من طرف النظام الجزائري.

وضيع النظام فرصة انعقاد القمة لتحقيق “إنجاز” المصالحة، بسبب وقوعه أسير عقدة المغرب التي لم يتمكن من التخلص منها.

فعن أي “لم الشمل” يتبجح النظام الجزائري مع استمرار عدائه المستحكم ضد المغرب؟

على مستوى القضايا الاخرى.

لم تسعف القمة العربية المنعقدة بالجزائر في حل الخلافات العربية العربية.

ورغم النقاش الذي استغرق وقتا طويلا حول العديد من القضايا العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب،  إلا أنه لم يفض إلى الحسم فيها.

من ضمن هذه القضايا الشائكة القضية الليبية.

لهذا الصدد، قالت وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، إن الملف الليبي من أكثر المسائل التي عليها خلاف في وجهات النظر بين الدول العربية.

و اكتفت المنقوش في تصريح على هامش اجتماع وزراء الخارجية العرب بالجزائر العاصمة، بالإشارة إلى أن من المهم احترام الاختلاف، ولا بد من الدول أن تناقش مشكلاتها وتحدياتها ومشاريعها بطريقة مباشرة دون أن تكون أي دولة وصية على أي دولة .

وشددت المنقوش على ضرورة حل الليبيين مسائلهم بأنفسهم، وأن تكون الكلمة الأولى والأخيرة لهم، وسائل إعلامية عربية كشفت النقاب  عن خلافات عربية  برزت في اجتماع وزراء خارجية العرب، حول صياغة بنود مسودة البيان الختامي المقترح، خصوصاً في ما يتعلق بالتدخل التركي في الشأن الليبي، حيث  جرى الاتفاق  حول رفض التواجد الأجنبي، والدعوة إلى إخراج المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا مع استعجال إجراء الانتخابات .

والقضية الثانية التي تشكل مثار خلاف عربي  تتعلق بالتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية. فالجزائر لم تخف ابدا دعمها لإيران بل فتحت الباب مشرعا  أمام نفوذها في الجزائر .

وكان من نتائج ذلك تمدد التأثير الإيراني في الحزائر والذي امتد إلى  دعم البوليساريو بالمال والعتاد لزعزعة استقرار المنطقة.

كما مهد النفوذ الايراني في الجزائر إلى توسيع نطاق التشيع في المنطقة.

ومكن من تمدد نفوذ ايران من منطقة الخليج نحو شمال افريقيا وهو ما يشكل خطرا  على أمن واستقرار المنطقة.

على مستوى القضية الفلسطينية، التي جعلت منها الجزائر محور القمة.

فإن المصالحة ستبقى مجرد شعار، ولن تتحقق لا خلال انعقاد القمة ولا بعدها.

و لن يوفر إقرار إعلان الجزائر أية ضمانة  لهذه المصالحة ، طالما أن الشرخ كبير بين الفصائل الفلسطينية ، وطالما أن تجارب المصالحات السابقة  آلت كلها إلى الفشل بسبب غياب  الشروط الموضوعية.

ورغم ذلك سيتغنى النظام الجزائري بنجاح القمة، لأن الأهم هو تنظيم القمة وليس حل المعضلات المطروحة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *