تلقت الجزائر صفعة قوية من طرف فرنسا التي صوتت لصالح القرار الأممي رقم  2654 حول الصحراء المغربية.

تشبثت فرنسا بموقفها الداعم للأطروحة المغربية بشأن تسوية النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.

حتى في عز الأزمة المغربية الفرنسية، ظلت فرنسا وفية لموقفها.

لذلك كانت خيبة الأمل كبيرة لدى الخصوم.

وهو ما عبرت عنه بوضوح جريدة الشروق، أحد الأبواق الدعائية للنظام الجزائري، حينما كتبت بمانشيط عريض” فرنسا ترسب في اختبار قضية الصحراء في مجلس الأمن”. وزادت “الموقف الفرنسي كان لافتا بالنسبة للمتابعين، لأنه لا يعكس التطور الذي شهدته العلاقات مع الجزائر.

كان للنظام الجزائري أمل في أن يكسب نقطة يتيمة في مادة الدبلوماسية من خلال إعلان فرنسا لتحول في موقفها من النزاع في الصحراء، كانت تريده الجزائر ” تاريخيا“.

وكانت تعتبر أن الأزمة بين فرنسا والمغرب، وهي ليست الأولى بين البلدين، كفيلة بأن تدفع فرنسا إلى تغيير موقفها.

وكانت ترى أن عودة صفاء الأجواء بين فرنسا والجزائر بفعل حاجة فرنسا إلى الغاز الجزائري، مبررا كافيا لكي يدفع فرنسا إلى تغيير موقفها.

 لكن الجزائر فشلت في مقايضة فرنسا بالغاز مقابل تغيير موقفها من قضية الوحدة الترابية للمملكة.

وكان النظام الحاكم بالجارة الشرقية يعتقد أن إقدام فرنسا على تغيير موقفها من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، أمر سهل وممكن.

وكان ينتظر بفارغ الصبر موعد التصويت على القرار الأممي حول الصحراء، ليعاين هذا التحول لصالح أطروحته الانفصالية، غير أن الرياح  أتت بما لا تشتهي سفن النظام، المتجاهل لأبجديات القاموس السياسي والدبلوماسي.

لأنه لم يكن متصورا أن تغامر فرنسا بعلاقاتها ومصالحها مع المغرب من أجل إرضاء الجزائر مقابل مصلحة آنية وحل إشكال ظرفي(الغاز).

انكبت الجزائر على تهيئ أجواء التحول في الموقف الفرنسي من خلال تسخير ابواقها الدعائية التي كتبت أن “الموقف الفرنسي الجديد يتبلور تحت نار هادئة

 غير أن هذا الموقف الجديد لم يتبلور لسوء حظ الجزائر التي خاب ظنها. وبدأت تعض أصابعها بعدما ظلت فرنسا وفية لموقفها  التقليدي الداعم لمقترح الحكم الذاتي وللتسوية السياسية للملف في إطار الأمم المتحدة

بذلك، تكون الجزائر فشلت  في توظيف ورقة الغاز مع فرنسا وقبلها مع اسبانيا،  لتتواصل خيباتها  وسلسلة احباطاتها من  فشل دبلوماسية الغاز في مقابل نجاحات الدبلوماسية المغربية.

ويعتبر العديد من المراقبين أن النظام الجزائري كان من السذاجة بمكان حينما كان يعتقد أنه يمكن أن يقنع دولا مثل فرنسا واسبانيا اللتين تجمعهما علاقات شراكة وطيدة  ومتجذرة مع المغرب بأن تتراجع عن دعم الموقف المغربي، فقط لأن البلدين في حاجة إلى الغاز الجزائري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *