أظهر استطلاع أجرته الوكالة الاستشارية الدولية “ماركو “، التي يوجد مقرها بمدريد، أن الأزمة الصحية قد أحدثت تغييرا واضحا على المجتمعات، سواء تعلق الأمر بالقيم أو عادات الاستهلاك، ولم يشكل المغاربة استثناء عن هذا التحول.

وأكدت الدراسة، التي أنجزت خلال شهري مايو ويونيو 2022، على عينة من 14200 شخص في 14 بلد، هذا الأمر، حيث أبرزت أن 75% من المغاربة من جميع الطبقات الاجتماعية والأجيال والجهات، صرحوا أن الوباء قلب عاداتهم رأسا على عقب.

وجمع استطلاع “ماركو 2022: عادات الاستهلاك بعد وباء كوفيد -19″، آراء المستجوبين حول مجموعة منتقاة من الموضوعات همت مسؤولية العلامات التجارية والبيئة ومصادر المعلومات، وشبكات التواصل الاجتماعي والعملات المشفرة والميتافيرس.

ويتمثل التحول البارز الذي كشف عنه الاستطلاع في مطالب المغاربة تجاه العلامات والمقاولات، التي كانت ملحة للغاية، وليس فقط من حيث جودة المنتجات أو قيمتها المالية مقابل الجودة.

كما شكلت حماية البيئة والاستدامة ورفاهية العاملين وقيم التنوع  معايير استرشد بها المغاربة في خياراتهم، علما أن النساء  كانت لهن مواقف أكثر حزما بكثير بشأن هذه القضايا التي تتطلب مسؤولية العلامات التجارية.

وهكذا، اعتبر 84 بالمائة من المغاربة أنه من المهم جدا بالنسبة لـ(63%) والمهم لدى (21%)، أن تعامل العلامة التجارية أو المقاولة موظفيها بشكل صحيح. وتعتبر النساء أكثر حساسية لهذا الأمر لأن 89% يعتبرونه هاما جدا أو هاما (21%).

وبحسب الاستطلاع، فإن تعزيز التنوع من قبل علامة تجارية أو شركة يعتبر مهما جدا  لدى (59%) أو مهما عند (32%) لدى 91% من المغاربة.

وتبلغ النسبة الأعلى في المناطق الجنوبية من البلاد بـ95%.

ولدى سؤالهم عما إذا كان “الأهم هو علامة تجارية عصرية أو علامة تجارية مسؤولة”، وافق 51 بالمائة على مسؤولية العلامة التجارية، مع تصويت أقوى بكثير بين النساء اللواتي أكدت 60% منهن أنهن يفضلن علامات تجارية أكثر مسؤولية مقارنة بـ47% بين الرجال.

وكلما ارتفعت الفئة العمرية، زادت أهمية المسؤولية في رأي المستجوبين. لذلك، كان 64% منهم ما بين 40/65 عاما و 42% فقط بين 18/25 عاما.

وفي ما يتعلق باحترام العلامات التجارية للبيئة، فإن الأسر ذات الدخل المنخفض أكثر حساسية لهذا الأمر، حيث اعتبر 91 من المغاربة أنه من المهم جدا (67%) أو المهم (24%)، أن تحترم العلامة التجارية أو المقاولة البيئة، ومرة أخرى، كانت نسبة النساء اكبر من الرجال، حيث اعتبرت 76% منهن هذه القضية مهمة جدا .

ولدى الأسر ذات الدخل المنخفض، كان الأمر مهما جدا بالنسبة لـ70% من المستجوبين،  4% أكثر من الطبقات المتوسطة و 5% أكثر من الطبقات الميسورة.

وبشكل عام، أبدت النساء اهتماما أكبر بالمسؤوليات الاجتماعية والبيئية للعلامة التجارية، فيما جاءت التكلفة المنخفضة للمنتج في المرتبة الرابعة فقط لديهن.

وأكد استطلاع “ماركو” أيضا الاتجاهات الجديدة في استخدام الشبكات الاجتماعية التي أضحت مصادر رئيسية للمعلومة.

وسجلت العينة المستجوبة من المغاربة أنهم يلجأون في غالب الأحيان إلى هذه الشبكات باعتبارها مصادر متاحة للمعلومة، حيث يستخدم 53 بالمائة الفايسبوك، و51% الواتساب، و46% إنستغرام.

وكان الرجال أكثر استعمالا للفايسبوك، بنسبة 55%، بينما يعد إنستغرام هو المصدر الأول لـ62% من النساء اللواتي أبدين إعجابا أيضا بالواتساب بنسبة 58%.

وجاء التلفزيون في المرتبة الرابعة، حيث يشاهده الرجال للحصول على المعلومات (33%) أكثر من النساء (2%).

وتعتبر الشاشة الصغيرة في الفئة العمرية 40/65 هي الأهم بالنسبة لـ 75% ممن يشاهدونها كثيرا أو غالبا. ومن بين جميع المستجيبين، قال 44% إنهم نادرا ما يشاهدون التلفزيون للاطلاع على الأخبار.

وبالنسبة للفئة العمرية نفسها، يعتبر الراديو مهما أيضا لأنه يأتي في المرتبة الرابعة بنسبة 32% من المستمعين إليه غالبا، وتعتبر الجرائد الإلكترونية ( 29%) وتويتر (29%) و لينكدين (25%) أكثر أهمية أيضا  لدى الفئة المتراوحة أعمارها بين 40/65 عاما، فيما لا تمثل الصحافة المكتوبة إلا 20% فقط لدى جميع المستجوبين.

ومع ذلك، وفي ما يتعلق بمصداقية المعلومة، لا يزال التلفزيون يستحوذ على نصيب الأسد بـ68% من المغاربة الذين يعتبرونه موثوقا للغاية لدى (39%) أو موثوقا بالنسبة لـ(29%).

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن 28% من المستجوبين فقط، اعتبروا الصحافة المكتوبة “موثوقة للغاية”.

ويأتي التلفزوين في المركز الثالث لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عاما، متقدما على الواتساب (44%)، وإنستغرام (40%)، فيما لا تزال الوسائط التقليدية هي الأكثر موثوقية لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40/65 سنة، يأتي على رأسها التلفزيون الذي يعد موثوقا جدا لدى 46% منهم، وموثوقا عند 29%، فيما احتلت الإذاعة المرتبة الثالثة بنسبة 33% والصحافة المكتوبة في المرتبة السابعة بنسبة 25%.

وفي موضوع آخر، قد يشكل أمرا مفاجئا، يظهر الاستطلاع أن 50% من المغاربة قد استثمروا بالفعل في العملات المشفرة، 31%من النساء فقط أخذن زمام المبادرة بالفعل، فيما سجلت  الفئة العمرية 40/65 أعلى نسبة من الأشخاص الذين استثمروا في العملات المشفرة على الإطلاق مع 64% من المستجوبين.

وتناول الاستطلاع نقطة أخيرة تتعلق بالميتافيرس أو الكون الماورائي، الذي من المفترض أن يوسع الواقع المادي عبر الواقع المعزز أو الافتراضي، أي الميتافيرس، وفي هذا الصدد، صرح 61% من المستجوبين أنهم يعرفون ما هو هذا الفضاء الافتراضي، وخاصة الرجال (64%).

ولدى سؤالهم عن الفائدة التي قد يستفيدون منها من الميتافيرس، أشار  50% منهم إلى ألعاب الفيديو، و 41% للحفلات الموسيقية والموسيقى، و31% للتسوق، بينما يستخدمها 30%للتعليم.

ويبدو أن الفئة العمرية الأصغر هي الأكثر اهتماما بهذا الكون الافتراضي، خاصة بالنسبة لألعاب الفيديو والحفلات الموسيقية والموسيقى.

ولاحظ استطلاع “ماركو” اتجاهات المستهلكين في 14سوقا رئيسيا حول العالم، منتشرة عبر 3 قارات.

وشملت الدراسة الأسواق الأوروبية الرئيسية (المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال) والأسواق الرئيسية في القارة الأفريقية (المغرب وجنوب إفريقيا وكينيا وساحل العاج) والمكسيك والبرازيل وكولومبيا بأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *