تملكت الحيرة الفيلسوف الفرنسي ادغار موران (1921)، في حواره الأخير مع صحيفة لوموند، من عدم اقبال الناس على مؤلفه “المنهج”، وضعف رواجه بين القراء.

وتأسف الفيلسوف إدغار موران، من أن واحدا من أهم كتبه، والذي قضى سنوات طويلة في انجازه، واضعا فيه عصارة فكره وخبرته في الحياة، لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه.

ويتعلق الأمر بكتابه الموسوم :”المنهجويقع في ستة أجزاء، صدر الجزء الأول في عام 1977، والجزء السادس عام 2000.

اشتغال طويل وعميقكما وصف موران، والذي اعتبرهعملا ضروريا لترميم الفكر والمعرفة، من أجل مواجهة تعقيدات الحياة الفردية والاجتماعية والسياسية والكونية“.

لكن، ادغار موران يشعر بمرارة: “يحدث ذلك، ومنذ فترة طويلة، عندما أكون ماراً في الشارع، يحدثني الناس الذين ألتقي بهم بكثير من الإعجاب، ليس عن هذا الكتاب، ولكن عن حصة إذاعية أو تلفزيونية استضافتني“.

ويضيف في حسرة: “إنهم يعرفون الجانب الإنساني أو الإعلامي في موران ، وليس ذلك الذي قضى حياته بالاشتغال في المعرفة“.

للإشارة كتابالمنهجيتألف من ستة أجزاء تحمل العناوين الفرعية التالية: طبيعة الطبيعة، حياة الحياة، معرفة المعرفة، الأفكار، إنسانية الإنسانية، الايتيقا (ٍالأخلاق)، ترجم أجزاء منه المترجم السوري جمال شحيّد، أصدرته المنظمة العربية للترجمة بلبنان.

كما تصدى لترجمته المترجم المغربي يوسف تيبس، وصدر عن دار افريقيا الشرق بالمغرب.

يُعتبر كتاب المنهج”،  “كتابا مؤسسا للفكر الحديث، حاول فيه موران، أن يستشف سمات العقل البشري المركب، وحلل عملية الوصول إلى المعرفة عن طريق الحوسبة.

هل استطاع أن يقدم لنا حلولا للتخلص من التعقيد الفكري؟ أعتقد لا، كل ما فعله، هوأنه حثنا نحن قراءه وشجعنا على دفع المعرفة إلى الأمام؟ يتساءل شحيد في تقديم ترجمة الجزء الثالث.

*بوداود  أمير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *