يعيش عزلة “سياسية” فاقمت إحساسه بالإحباط وخيبة الأمل.
تخلى امحند العنصر عن دعمه، بعدما كان يجاريه طيلة سنوات في رغباته، سواء تعلق الأمر بتوسلاته من أجل الاستوزار، أو الحصول على مسؤوليات سياسية ومؤسساتية ومنافع أخرى.
فقد كل المسؤوليات، آخرها رئاسة لجنة العدل والتشريع.
لم يحضر محمد مبديع، عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية، والنائب البرلماني عن الحزب نفسه، لجلسة انتخاب هياكل مجلس النواب، مساء أمس الاثنين.
فالرجل غاضب، بعدما سحب منه آخر منصب كان يطمع في توليه، وهي رئاسة لجنة العدل والتشريع.
كان يحس بأن نهايته السياسية، على الأقل، اقتربت بعدما فقد مسؤولية رئاسة الفريق الحركي بمجلس النواب.
ولم يبق له أي أمل في الحصول على منصب سفير الذي ما يزال يحلم به.
سيحتفظ برئاسة مجلس بلدية لفقيه بنصالح في انتظار ما ستأتي به الأيام.
والأيام تبدو موشحة بالسواد.
هناك ملفات فساد تطارده، وقد تُدخله في متاهة المتابعات القضائية.
المقربون من الرجل، يؤكدون أنه يعيش أصعب فترة في حياته، بعدما صار مُهمشا و”منبوذا ” حتى من طرف المقربين منه.
ازدادت متاعبه منذ بدأ يخضع لجلسات استنطاق من طرف الفرقة الوطنية استغرقت عدة ساعات، وامتدت على مدى أسابيع على خلفية خروقات في تدبير مجلس لفقيه بنصالح الذي بترأسه منذ زمن طويل.
لم يكن يتخيل يوما أنه سيسقط في فخ المحاسبة.
كان يُسير بلدية لفقيه بنصالح كما يسير ضيعة في ملكيته الخاصة، قبل أن يصطدم بواقع المحاسبة التي جعلته يراجع بعض أوراقه، لكن بعد فوات الأوان..
إزاء الواقع النفسي الصعب الذي أصبح يعيشه، كثف مساعيه للظفر برئاسة لجنة العدل والتشريع بحثا عن شحنة معنوية جديدة تخفف عنه الأزمة النفسية التي دخل فيها.. لكنه فشل في إقناع الفريق..
كل المؤشرات توحي بأنه يعيش الرمق الأخير من مساره السياسي…