جواد مكرم

في مؤشّر من مؤشرات دحره أطروحةَ الانفصال في واحدة من قلاعها السابقة، تسلم رئيس مجلس المستشارين، حكيم بنشماش، اليوم الأربعاء في ريو بامبا في جمهورية الإكوادور، مفتاح هذه المدينة، التي توصف بـ”قلب الوطن”.

ففي فضاء لا يمثل فقط رمزية كبرى للمدينة، بل للجمهورية وللشعب الإكوادوري ككل، لكونه المقر التاريخي الذي تم فيه توقيع أول دستور للبلاد، تسلم بنشماش من يد عمدة المدينة، الدكتور نابليون كادينا، وكذا شهادة “الضيف المميز لسنة 2019.”

وأكد عمدة هذه المدينة العريقة، الذي كان برفقة رئيس البرلمان الأنديني وكافة أعضاء “البرلاندينو” الممثلين للدول الأعضاء الخمسة، في كلمة تاريخية حظيت بمتابعة مكثفة ووازنة من وسائل الإعلام المحلية والوطنية، أن “حفل هذا اليوم سيظل خالدا في ذاكرة المدينة لأنه، أولا، عربون صداقة وأخوة ورمز للرغبة المشتركة في بناء وتمتين أواصر الصداقة والتعاون مع الشعب المغربي، وثانيا حدث بمثابة رمز للتعاون والربط بين المنطقتين الأفريقية والأمريكو -لاتينية”.

ومن جهته، أكد بنشماش أن حفاوة الاستقبال التي حظي بها والوفد المرافق له منذ حلوله بجمهورية الإكوادور رسّخت لديه قناعات كبيرة مرتبطة بمدى فظاعة وشساعة ما تم تضييعه من فرص للتعاون بين البلدين والمنطقتين جرّاء حسابات واعتبارات إيديولوجية ضيقة”، ولكنها في المقابل زيارة تلقى فيها “العديد من رسائل الأخوة والصداقة الحقيقية، رسائل الرغبة الكبيرة في فتح علاقات تعاون متينة وعمل مشترك قائم على الثقة والاحترام المتبادلين”.

وأكد بنشماش، في هذا الصدد، أن “المغرب، بكل مكوناته، كانت تحذوه دائما الرغبة نفسها والقناعة نفسها وأن زيارته والوفد المرافق له جاءت بهذه الخلفية، أي الرغبة في إرساء حوار برلماني متين واستثمار القيم والقواسم المشتركة من أجل مواجهة التحديات المشترَكة؛ وقبل كل شيء الرغبة في هزم كل ما عرقل بناء شراكة إستراتيجية بين البلدين، سواء ما امرتبط منها بالبعد الجغرافي أم بالاعتبارات الإيديولوجية”.

وعبر رئيس مجلس المستشارين، في هذا الإطار، عن اعتزاز المغرب بالتحول الكبير الذي تعيشه المنطقة، “والذي أفرز جيلا جديدا من القادة السياسيين البراغماتيين والمتحررين من العقد السياسوية، جيلا جديدا مصمما على تمتين التعاون جنوب -جنوب ووضع مصالح شعوبه فوق كل لون أو اعتبار”.

وأضاف بن شماش أنه، كمسؤول برلماني مغربي، لديه الشجاعة الفكرية اليوم ليعترف ويقر بأن “منتخبي وبرلمانيي المغرب أيضا تأخروا في استدراك غيابهم عن التجمعات البرلمانية، الوطنية والجهوية والقارية، في أمريكا اللاتينية”.
ووضح بن شماش أنه “لحسن الحظ، وفي سنوات قليلة، ربما لا تتعدى الثلاث أو الأربع سنوات، راكم البرلمان المغربي علاقات قوية ومتينة مع نظرائه الأمريكو -لاتينيين وأرسى حوارا متميزا بدأت ثماره ونتائجه تتجلى اليوم”؛ بل والاكثر من ذلك فإنه “نجح في الربط بين قارتين وبين برلمانيي المنطقتين الأفريقية والأمريكو -لاتينية”.

وخلص بن شماش إلى أن “هذا المسار يتعزز يوما بعد يوم، والمسؤولية الملقاة على عواتق برلمانيي المنطقتين هي الارتقاء بالشراكة الاقتصادية والثقافية وإرساء برامج عمل مشتركة تخدم مصالح الشعوب”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *