توفت صباح اليوم الأحد، المناضلة الحقوقية عائشة الشنا ومؤلفة كتاب “ميزيريا”، في إحدى مستشفيات مدينة الدار البيضاء، بعد صراع طويل مع المرض.
وتداول رواد مواقع التواصل في المغرب على نطاق واسع، صور الراحلة مرفقة بعبارات النعي، والحسرة والدعاء لها بالرحمة.
وأسلمت الفقيدة الروح إلى بارئها، عن عمر يناهز 81 سنة، كرست مجمل سنواته في الدفاع عن حقوق الأمهات العازبات.
وكتب الكاتب محمد إيعزا نعايا الفقيدة، “وداعا عائشة لشنا أيقونة العمل الإنساني” .
وأضاف، “تعازي الحارة في مناضلة شامخة وعظيمة ذات إيثار وعطاء بلا حدود.”
وتابع، “عائشة الشنا ، الزوجة والأم والجدة، الفخورة بمغربيتها، جابت مختلف بلدان وقارات العالم، مما جعلها تغني تجربتها الكونية عن العمل التضامني.
كل ذلك، للدفاع في المغرب عن أمهات تركتهن الحياة وحيدات أمام مسؤولية الحمل والإنجاب بالإضافة الى معركتها الشخصية لمواجهة داء السرطان”.
وقال “اعتُبِر كتابها – Miseria “ميزيريا” (Best-seller) حقيقي صدر في سبع طبعات، حتى أن الراحلة الكبيرة فاطمة المرنيسي لم تُخفِ إعجابها به قائلة :
” أخاف عائشة الشنا لأنني وأنا أقرأ كتابها انتبهت إلى أن انشغالي الأهم وأنا أكتب هو كيف أغوي قارئي وأنال إعجابه، فيما الشنا تكتب لتزعج وتثير الأعصاب، ولتزجّ بنا وسط مغرب الحقائق المريعة التي لا تُحتَمل “.
كتاب «ميزريا» تحكي فيه الشنا قصصا مؤثرة لعشرات الضحايا.
خادمات صغيرات السن وأطفال الشوارع أهملهم آباؤهم، وولوا إلى غير رجعة.. تتشابه الحكايات وتتغير فقط الأماكن والأسماء.
تتحمل جمعية التضامن النسوي مسؤولية رعاية الأمهات العازبات وتخفف عنهن معاناتهن وتساعدهن في الاندماج داخل محيطهن.
ترفض الشنا أن يصف الآخرون هؤلاء الضحايا بألقاب أخلاقية منحطة، وتركز على البعد الإنساني في هذه القضية بقلب كريم حاضر للحب، لتكون النتيجة مذهلة للغاية.
“الجميع يعتبرها أُماً ثانية كرست وقتها وجهدها للدفاع عن فتيات غدر بهن الزمن”، يقول محمد إيزا، لروحك الطاهرة المعطاء سلام وطمأنينة أبديتان وإنا لله وإنا اليه راجعون.