يأتي استقبال المدير العام للأمن الوطني و مراقبة  التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، أمس الاثنين بالرباط، لأفريل هاينز، مديرة أجهزة الاستخبارات الوطنية بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد ثلاثة أيام فقط من استقباله يوم الخميس الماضي بالرباط، إسبيرانزا كاستيليرو لمازاريس، مديرة المركز الوطني للاستخبارات بالمملكة الإسبانية.

في كلتا الحالتين، انصبت محادثات الطرفين حول  التعاون الأمني  والاستخباراتي لمواجهة التهديدات الأمنية ومكافحة الإرهاب، اقليميا  ودوليا.

وفي كلتا الحالتين ، يبرز المغرب  طرفا أساسيًا  لا يمكن الاستغناء عنه في محاربة هذه التهديدات الإرهابية التي  أضحت  تشكل  خطرا على أمن واستقرار الدول، وتضع السلام العالمي على المحك.

لقد اصبح المغرب شريكا استراتيجيا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بشهادة الخبراء الأمنيين والاستراتيجيين والمنتظم الدولي.

ومؤخرا، أكد الخبير الأمريكي ريتشارد ويتز، مدير مركز التحليل السياسي العسكري التابع لمركز التفكير الأمريكي  “معهد هدسون”، أن المغرب “شريك قوي” للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب.

وأشار، في هذا السياق، إلى أن المغرب والولايات المتحدة يتقاسمان هدف الحفاظ على الاستقرار في منطقة شمال غرب إفريقيا، في مواجهة تنامي التهديدات الإرهابية في أجزاء أخرى من إفريقيا والشرق الأوسط، لاسيما خطر امتداد الصراع في منطقة الساحل.

ويكتسي افتتاح مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في إفريقيا بالرباط، السنة الماضية، وهو الأول من نوعه في القارة الافريقية، دلالات عديدة.

أبرزها أن المغرب كرس مكانته الدولية  وحاز اعترافا أمميا بدوره وخبرته وكفاءته في مجال مكافحة الإرهاب .

 تستفيد العديد من الدول من خبرة المغرب في هذا المجال .

وساهم المغرب بفعل كفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية، ومقاربته الاستباقية في الحيلولة دون وقع اعتداءات ارهابية في عدد من المناطق . وجنب بذلك حدوث أنهار من الدم.

ساهم المغرب في تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية، وفي إجهاض عدد كبير منها.

وقدم المساعدة للعديد من الدول في هذا المجال.

ويلعب دورا كبيرا في الحيلولة دون تمدد الإرهاب الذي يستوطن منطقة الساحل، ليشمل مناطق ومساحات أوسع.

 فهو، بهذا المعنى، يشكل معادلة أساسية لا يمكن تجاوزها.

إنه شريك أساسي في حفظ السلام في العالم.

لذلك، وأمام تنامي الخطر الإرهابي، فإن التعاون مع المغرب أضحت ضرورة حيوية.

وهذا ما يفسر اللقاءات الأخيرة التي جمعت الحموشي بمسؤولين في الأجهزة الاستخباراتية الاسبانية والأمريكية.

تشكل التهديدات والتحديات الناشئة عن الوضع  الأمني في بعض مناطق العالم، محور مباحثات الحموشي  مع نظرائه  في الدول الأخرى.

إضافة إلى المخاطر التي تطرحها الارتباطات القائمة بين التنظيمات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة بما فيها الجريمة المعلوماتية وغيرها من صور الإجرام العابر للحدود الوطنية.

و لم يخرج لقاء عبد اللطيف حموشي وأفريل هاينز عن دائرة التباحث عن آليات دعم وتطوير التعاون الثنائي المشترك بين أجهزة الأمن والاستخبارات في المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، ليكون في مستوى التحديات التي يفرضها السعي المشترك لإرساء الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

ذلك أن التهديدات الأمنية أصبحت تشكل  أحد أبرز التحديات  التي تواجه  المنتظم الدولي.

ومن هنا تبرز أهمية الدور الذي يلعبه المغرب في مواجهة هذه التهديدات، ومكانته المحورية في هذا المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *