وجه المفكر المغربي الدكتور عبد المجيد الصغير رسالة احتجاج إلى موقع قناة الجزيرة يستنكر فيها نشر مقال مطول بالموقع مسروق نصا من كتابه.
والقصد الكتاب المعروف “الفكر الأصولي وإشكالية السلطة العلمية في الإسلام” الصادر عام 1993 في لبنان.
* الدكتور إدريس الكنبوري
* كاريكاتير الشارقة
المقال موقع باسم الكاتب بموقع الجزيرة نيت، المصري عبد الله الطحاوي الذي يعرف نفسه بأنه “باحث في الشؤون الدينية”!!.
السرقات المسماة علمية كثيرة جدا في عالمنا العربي؛ ومع ذلك نشكو من غياب الفكر والإبداع والتجديد؛ بل سوف تجد الكثيرين من دعاة النقد والتجديد يسرقون أفكار غيرهم ثم يشكون من غياب التجديد ويتهمون الفكر الإسلامي بالتقليد.
وأعرف بعض الكتاب الذين لا شغل لهم سوى متابعة صفحات الرأي في الجرائد الفرنسية والأخذ منها وتسويد مقالات ونشرها في صحف خليجية؛ دورهم فيها الترجمة والتركيب.
والسرقات العلمية مراتب ودرجات مثل الفنادق.
فبعض المفكرين العرب يسرقون من المستشرقين؛ مثل محمد أركون.
وبعضهم يعيد تطوير المسروق في منهجية جديدة؛ وهي شبهة حامة حول الراحل عابد الجابري.
لقد كان المفكر الأردني فهمي جدعان قد اتهم الجابري بالسطو على كتابه “المحنة” عندما ألف كتابه عن المثقفين في الحضارة العربية.
وجاء تبرير الجابري غير مقنع حين قال بأنه اكتفى بالمراجع التي دل عليها جدعان دون مشقة البحث.
وهناك من يسرق من التراث ويتهمه بالتخلف في نفس الوقت.
ومن يسرق من المجلات؛ ومن يسرق من المواقع.
وهناك شعراء معروفون يسرقون من شعراء أجانب، والشبهة تلاحق أدونيس الذي يعتقد ترجمته قصائد سان جون بيرس ونسبها لنفسه.
وما يكتب عن الحداثة في غالبيته نقول حرفية من كتابات غربية دون إبداع. وهنا شبهة النقل لطلما لاحقت محمد سبيلا.
وأعظم السرقات وأكثرها ذكاء سرقات باحثين عرب يتقنون لغات غير شائعة مثل الألمانية؛ إذ يعتقدون أن لا أحد سوف يكشفهم.
واليوم تنتشر ظاهرة السرقات بشكل فج في خطاب الإصلاح الديني ونقد الإسلام؛ إذ كل ما يقال ويكتب هو تكرار لما كتبه المسيحيون والمستشرقون منذ عقود؛ لا إبداع فيه.
ومع هذا كله هناك اتهام للعقل العربي بأنه لا يبدع!!!.
وأما الجامعات العربية فحدث ولا حرج
فأطاريح الدكتوراه أصبحت مجرد مسروقات من هنا وهناك؛ لأن الشعار اليوم هو “خذ من هنا ومن هنا وقل هذا كلامنا”؛ ثم نشكو من غياب البحث العلمي. وفي الغرب يبدأ الطالب بعد مرحلة الدكتوراه مسارا فكريا؛ بينما عندنا ينتهي الطالب بعد تلك المرحلة مسارا وظيفيا ويتوقف نهائيا.
فتستغرب لذلك لأن من هو باحث لا يتقاعد مبكرا؛ ولهذا ترى الجامعات مليئة بالموظفين فارغة من الباحثين إلا ما ندر.
*(المقال نشر بتصرف)