كشف رئيس الحكومة الاسبانية، “بيذرو سانشيز”، عن رغبته في زيارة الجزائر، للحصول على ضمانات بالزيادة في إمدادات الغاز الجزائري نحو اسبانيا، وفق ما تناقلته يومية “الموندو” الإسبانية.
وتأتي هذه الخطوة عقب الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إلى الجزائر، للغرض نفسه.
وتأتي رغبة سانشيز في زيارة الجزائر، بعد تلقيه “الدعم الكامل” اليوم الاربعاء في ألمانيا من طرف المستشار الألماني “أولاف شولتز”، لخطة إنشاء خط أنابيب غاز لنقل الغاز من إسبانيا إلى قلب أوروبا.
هذا الأنبوب أصبح حيويا بالنسبة لأوربا بعد ” انحباس” إمدادات الغاز الروسي.
ولم يعد هناك من بديل مناسب عن الغاز الروسي بالنسبة لأوربا سوى الغاز الجزائري.
وتأتي رغبة سانشيز في زيارة الجزائر، في سياق استمرار الأزمة السياسية بين اسبانيا والجزائر الناتجة عن التحول الإيجابي للموقف الإسباني من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
وهو السياق نفسه تقريبا الذي واكب زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر، أي سياق الأزمة الناتج عن تصريحات سابقة لماكرون حول “الأمة الجزائرية“..
اسبانيا وفرنسا ترغبان في الغاز الجزائري، دون التفريط في المغرب.
إسبانيا تؤكد باستمرار تشبثها بموقفها الداعم لمقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتؤكد، أيضا، حرصها على الحفاظ على علاقات حسن الجوار مع المغرب باعتباره شريكا أساسيا لإسبانيا وللاتحاد الأوربي.
من جهته، رغم الأزمة الصامتة بين المغرب وفرنسا، يتوقع خبراء ومتخصصون في العلاقات المغربية الفرنسية أن تنقشع سحب الأزمة بين البلدين، بالنظر إلى أن لهذه الأزمة سوابق، وجدت طريقها نحو الانفراج..
” إيمانويل ماكرون” نفسه، أعلن من الجزائر أنه سيزور المغرب في أكتوبر المقبل، مما يؤشر إلى أن الأزمة المغربية الفرنسية لن تدوم لفترة أطول..
حصل “إيمانويل ماكرون”، على ما كان يرغب فيه من الجزائر، أي الزيادة في إمدادات الغاز نحو فرنسا.
ضمان الغاز الجزائري مهم في المرحلة الحالية، حيث ينتظر فرنسا شتاء “صعبا”، بعدما أغلقت عليها روسيا صنبور الغاز.
تأتي زيارة المسؤولين الفرنسي والاسباني للجزائر، في سياق الحرب الروسية الأوكرانية التي أدت إلى أزمة طاقة في أغلب الدول الأوربية. وقدم المستشار الألماني صراحة دعمه لإنشاء شبكة الكهرباء والغاز الأوروبية لضمان تزويد القارة العجوز بالغاز..
صرح شولتس في لقائه هذا الثلاثاء مع الرئيس الإسباني في قلعة ميسبرغ ، على بعد حوالي 70 كيلومترًا من برلين، أن تحسين شبكة الربط في أوروبا سيوفر الاستقرار الطاقي.
ينطبق هذا أيضًا على الهيدروجين الأخضر ، الذي تمتلك إسبانيا والبرتغال فائضًا منه.
وأكد المستشار الألماني أن “تأمين الإمدادات بالغاز جزء من الأمن القومي والألماني والأوروبي“.
تعمل السلطة التنفيذية الألمانية بالفعل على استراتيجية للأمن القومي ، والتي تفكر في إمكانية تحويل إسبانيا إلى بلد عبور للغاز من شمال إفريقيا نحو شمال أوروبا، بحسب (الموندو).