سجل تدفق الهجرة السرية، عبر قوارب الموت، نحو السواحل الجنوبية الاسبانية انخفاضا بنسبة 34 في المائة، منذ استئناف العلاقات الثنائية المغربية الاسبانية.

ورغم ذلك، تشهد السواحل الجنوبية، خاصة شواطئ الجزيرة الخضراء وطريفة، توافد أعدادا متزايدة من المهاجرين غير القانونيين.

وأصبحت مافيا الاتجار في البشر تستعين بالدراجات المائية (جيت سكي) لتهريب المهاجرين غير النظاميين نحو السواحل الاسبانية.

وتزداد محاولات الهجرة السرية نحو اسبانيا، في فصل الصيف ، حيث يستغل المهاجرون هدوء البحر وظروف الرؤية الجيدة ، للقيام بمحاولات العبور نحو الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط  تحت إشراف وتنظيم مافيات الاتجار في البشر.

مصادر إعلامية إسبانية أكدت، نقلا عن مصادر أمنية تنامي عمليات العبور التي تحدث كل يوم على الشواطئ القريبة من الجزيرة الخضراء.

ويختار المهاجرون السريون فترة ما بعد الظهيرة للقيام بمحاولاتهم. وتستعمل في عملية العبور أزيد من 20 دراجة مائية وإطارات وزوارق سريعة من نوع فانتوم، تحمل يوميا ما معدله 70-80 مهاجرا سريا انطلاقا من المغرب بدون أوراق إلى ساحل شبه الجزيرة .

 وبحسب المصادر نفسها، فإن ثمن المغامرة بـ(الجيت سكي) نحو السواحل الإسبانية يمكن أن يصل إلى 3000 يورو

كما تستغل شبكات التهريب هذه الرحلات لنقل المخدرات يتم إخفاؤها في القوارب والدراجات المائية المخصصة لتهريب البشر.

ويضطلع المغرب بدور محوري في التصدي لشبكات الهجرة السرية والاتجار في البشر.

ومكنت جهود المغرب في هذا الإطار من الحيلولة دون وصول حوالي 26 ألف مهاجرا سريا إلى السواحل الاسبانية خلال  النصف الأول من السنة الجارية بحسب مصادر إسبانية

لقد أشاد الأوروبيون بـ “جهود” الرباط ، كما أثنوا على قيام قوات الأمن المغربية بتفكيك 100 شبكة إجرامية للاتجار بالبشر.

و اعترف الاتحاد الأوروبي، أخيرا، بالدور المغربي في مجال التصدي للهجرة السرية، وخصص له 500 مليون يورو لمواجهة هذه الظاهرة.

وتعتبر بروكسيل أنه لولا جهود المغرب لـ”غرقت اوروبا بالمهاجرين”، ولذلك لم تتردد في تخصيص 500 مليون يورو للمغرب على مدى السنوات الخمسة المقبلة، لمواجهة “الأخطار المتزايدة للهجرة غير النظامية”، حسب تعبير يومية (الباييس).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *