يتحدث المحلل السياسي محمد بودن، في هذا الحوار، عن السياق العام الذي جعل تونس تنتهك حقوق المغرب السيادية.

و يضع رئيس مركز اطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية تحت المجهر سقوط تونس بين أحضان النظام العسكري في الجزائر.

 كما يقدم قراءة سياسية لخلفيات  استقبال الرئيس التونسي لزعيم كيان وهمي، خلال انعقاد قمة (تيكاد)..

 

حوار: جمال بورفيسي

 

كيف تفسرون سلوك الرئيس التونسي حينما خص زعيم الكيان الوهمي باستقبال رسمي خلال انعقاد القمة اليابانية الافريقية؟

 

التصرفات العدائية التونسية ضد المغرب تمثل عمل غير ودي.

إنه  انتهاك صارخ لتقاليد تونس و حيادها عبر محاولة إضفاء الشرعية على كيان انفصالي زائف.

واستدعاء المملكة المغربية لسفيرها بتونس جاء للاحتجاج على تصرفات تونس التي تنتهك حقوق المغرب السيادية.

 كما أنها خطوة للتعبير عن حجم المس بمشاعر الشعب المغربي.

 وللتأكيد على عدم وجود تعامل ودي مماثل من تونس يقابل الزيارة التاريخية التي قام بها جلالة الملك لتونس سنة 2014 .

والدعم الذي قدمه جلالته لتونس سنة 2021 .

كما ان استدعاء المملكة المغربية لسفيرها جاء بسبب تحول البوابة التونسية لمصدر التصرفات المعادية للوحدة الترابية المغربية.

و لعل ابرز عناوينه موقف الامتناع من التصويت على القرار الأممي 2602 و مراسم استقبال زعيم الكيان الانفصالي.

 

ما قراتكم لمحاولة الرئاسة التونسية المساواة بين عصابة إنفصالية ودولة ذات سيادة؟

 

إن محاولة تونس وضع المملكة المغربية في نفس الميزان مع كيان وهمي ومليشيا انفصالية ليعد سقطة دبلوماسية وافتقاد كامل للبصيرة السياسية.

أما بخصوص الاسباب المؤدية لهذا القرار، فهناك عوامل داخلية متعلقة بالتحديات الأمنية والاقتصادية والصعوبات المؤسساتية تجعل تونس في موضع رضوخ.

ثمة عوامل جيو-سياسية تبين معها بوضوح أن تونس اختارت الانحياز للجزائر وتخلت عن دورها الحيادي.

 وقد تبين هذا بوضوح على مستوى تبادل الزيارات واعلان قرطاج.

وبالتالي، فإن تونس عملت على ارضاء الجزائر في منتدى تيكاد 8 قامت بمخالفة اجراء توزيع الدعوات الموقعة من رئيس تونس ورئيس الوزراء الياباني.

ويذكر أن اليابان أعلنت انها لم توقع الدعوة الموجهة للكيان الانفصالي ولا تعترف به.

 لذلك، سواء بدراية او بدونها فإن تونس انخرطت بسلوكها في حملة تحريض يقودها أعداء المغرب.

 واستسلمت لمسلسل التواطؤ والتحايل الذي استمر حوالي 50 عاما بدون نتيجة.

 هل كانت المملكة تتوقع ما صدر حكومة تونس؟

لم تتوقع المملكة المغربية ان تكون البوابة التونسية مصدرا لمحاولة الإضرار بالمصالح العليا.

 وبالرغم من أن البوادر كانت تتطور منذ فترة بعدم التجاوب مع دعوات المغرب لتونس بتكثيف التعاون واحياء الاتحاد المغاربي.

كما ظهر ذلك من خلال التصويت غير الودي بالامتناع على القرار الأممي 2602 المتعلق بالصحراء المغربية.

فضلا عن عوامل اقليمية بخصوص مزاحمة المغرب في بعض الأدوار كالدور في المسالة الليبية والاستثمارات الأجنبية التي تختار المغرب.

 ولا يمكن اغفال بعض الأسباب الشخصية المتعلقة بوزير خارجية تونس الحالي وخلفياته الدبلوماسية.

 

كيف تتصورون مستقبل العلاقات المغربية التونسية؟

 

بخصوص مستقبل العلاقات المغربية التونسية، فتونس تتحمل مسؤولية الوضع الحالي.

واعتقد انه إذا توفرت لدى تونس ارادة للتغلب عليه واستعادة حيادها يمكن ان تخرج العلاقات من هذه الدائرة المغلقة.

بالنسبة للمغاربة ملكا وشعبا قضية الصحراء المغربية تمثل خطا أحمر.

لا أريد استباق تطورات الأحداث لكن السيناريوهات الجيدة ممكنة والسيناريوهات القاتمة ممكنة وبحكم العلاقات الأخوية وروابط المصاهرة بين الشعبين .

 ينبغي إعلاء المصلحة الفضلى للشعبين وابراز افضلية الثقة والاحترام المتبادل .

كما ينبغي تخلي تونس عن مواقفها وتصرفاتها غير الودية ضد المصالح العليا للمملكة المغربية.

 

*محمد بودن رئيس مركز اطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *