أدان قادة الأحزاب السياسية الوطنية السلوك المستفز لرئيس جمهورية تونس قيس سعيد، بعد استقباله لزعيم الجبهة الانفصالية (بوليساريو)، إبراهيم غالي الذي حضر إلى تونس للمشاركة في قمة (تيكاد) التي انطلقت أشغالها اليوم السبت وتتواصل إلى يوم غد الأحد.
وانتقد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، السلوك المستفز لرئيس جمهورية تونس.
وقال بركة، في تصريح نشره موقع الحزب، إن حكام تونس الجدد، وليس الشعب التونسي، انعرجوا عن نهجهم الودي الراسخ تجاه بلادنا، وتنكروا فجأة لما يجمع بين بلدينا من حسن جوار واحترام متبادل لشؤون كل بلد على حدة دون تدخل أو إقحام للنفس
وأضاف أن حزب الاستقلال لا يمكنه إلا أن يشجب بشدة هذا الانقلاب السافر في موقف بلد شقيق، وأنه لا يمكن لموقف من هذا القبيل أن يغير حقيقة مغربية الصحراء، ومصداقية وواقعية مخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه بلادنا.
وأوضح أن سلوك الرئيس التونسي يؤشر للأسف على أن حكام تونس الجدد اختاروا الاصطفاف إلى جانب الهشاشة واللاستقرار والدفع نحو الفرقة والمجهول في المنطقة المغاربية.
في السياق ذاته، شجب حزب الاتحاد الاشتراكي استقبال رئيس الجمهورية التونسية زعيم ميليشيات (بوليساريو) ، بعد دعوة رسمية تلقاها من رئاسة الجمهورية التونسية للمشاركة في أشغال قمة ندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا ( التيكاد).
واعتبر الحزب في بيان له، أن هذا السلوك يُعد خرقا سافرا لروح ومقتضيات العلاقات الثنائية والإقليمية من جهة، والتزامات الدول الأطراف في هذه القمة التي تفترض اقتصار المشاركة على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، كما تم إقرار ذلك في القمم السبع السابقة.
وقال الحزب إن ما أقدمت عليه الرئاسة التونسية من سابقة استقبال زعيم حركة انفصالية هو بمثابة طعنة في ظهر المغرب.
ونبه الاتحاد الاشتراكي إلى أنه فيما يدين هذا السلوك العدائي الأخرق لرئيس الجمهورية التونسية ، الذي يعكس عقليته الانقلابية على المؤسسات والتوافقات والتاريخ، فإنه في المقابل يعتز بأواصر الإخاء التي تجمع الشعبين المغربي والتونسي، ويدعو النخب الفكرية والسياسية والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بالمنطقة إلى الانتصار لمستقبل مغرب الشعوب.
من جهته، عبر حزب الحركة الشعبية عن استنكاره الشديد وإدانته لاستقبال الرئيس التونسي لزعيم الجبهة الانفصالية والذي يضرب في الصميم علاقات الصداقة التاريخية التي ظلت تجمع بين المملكة المغربية وتونس الشقيقة.
وأكد الحزب أن الرئيس التونسي بهذه المغامرة الشنيعة حشر نفسه في زاوية خصوم المملكة المغربية التي لم تدخر يوما جهدا للدفاع عن مصالح الشعب التونسي وأمنه واستقراره.
وأبرز أن رئيس تونس انجر، بسبب حسابات ضيقة، إلى إملاءات بعض الأطراف المعادية لبلادنا، مساهما بهذا السلوك الخارق لكل الأعراف والمواقف الثابثة التي ظل رؤساء تونس يجسدونها اتجاه الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وأكد الحزب أن قيس سعيد حشر بلاده في زمرة داعمي الإنفصال والإرهاب في المنطقة المغاربية والتي ستظل فيها المملكة المغربية رقما صعبا في كل المعادلات الجيواستراتيجية رغم حقد الحاقدين ومكر الماكرين .
في السياق ذاته، أدان الأمين العام لحزب التقدم والإستراكية، نبيل بنعبد الله، الخطوة الإستفزازية التي قام بها الرئيس التونسي، قيس سعيد، باستقباله لزعيم البوليساريو ابراهيم غالي بقمة “تيكاد“.
وقال بنعبد الله، في تدوينة نشرها على فايسبوك، “نُدين، بشدة، الخطوة الحمقاء التي أقدم عليها الرئيسُ التونسي، باستقباله للرئيس المزعوم للجمهورية الوهمية، في سلوكٍ عدائي، خطير ومرفوض، يَخْـــرِقُ بشكلٍ بالغ العلاقات التقليدية المتميزة والمتينة التي لطالما ربطت تونس والمغرب وشعبيهما منذ ما قبل الاستقلال“.
واعتبر الأمين العام لحزب التقدم والإستراكية، أن”هذا الإستقبال هو سلوك أخرق يجسد مساساً سافراً بالوحدة الترابية للمملكة المغربية وبالمشاعر الوطنية لكافة الشعب المغربي، وستكون له عواقب وخيمة على العلاقات بين البلدين“.