عقد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صباح اليوم الخميس لقاء عمل مع نظيرته الألمانية “أنالينا بيربوك“.
وتمحور لقاء الطرفين حول سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين ، وتعزيز التعاون في مجالات شتى، تهم بالخصوص الاقتصاد، الطاقة، والاستثمارات، ومكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية.
وحلت وزيرة الخارجية الألمانية أمس الأربعاء بالمغرب، في أول زيارة لها منذ إعلان المغرب في 22 دجنبر الماضي، استئناف التعاون الثنائي مع برلين، وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين إلى شكلها الطبيعي.
وتكتسي زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أهمية خاصة، بالنظر إلى أنها ستعزز العلاقات الثنائية بين شريكين هامين، كما ستمكن من تقوية الروابط الاقتصادية بين البلدين.
يذكر، في هذا السياق، أن المغرب أصبح خلال العقد الأخير، ثاني بلد الأكثر استقطابا للاستثمارات الألمانية في افريقيا بعد جنوب افريقيا.
وأصبح المغرب منذ سنوات يشكل قوة جذب للشركات لألمانية الكبرى المتخصصة في صناعة السيارات والصناعات الكهربائية، التي بدأت تجد لها موطئ قدم بالمغرب، بالنظر إلى الظروف الملائمة للاستثمار ومناخ الأعمال المناسب، والقرب الجغرافي للمغرب من السوق الأوربية.
وبحسب إحصائيات، فإن الشركات الألمانية ساهمت في خلق حوالي 40 ألف فرصة عمل في المغرب.
ويحتضن المغرب 150 شركة شركة ومقاولة ألمانية.
ولم تحل الأزمة الدبلوماسية بين البلدين التي استمرت زهاء تسعة شهور من خنق المبادلات التجارية، بل سجلت سنة 2021 نموًا قياسيًا في حجم المبادلات، حيث تجاوزت الاستثمارات عتبة 1.4 مليار يورو. ويبقى الرقم مرشحا للارتفاع.
قبل حوالي سنة قررت مجموعة (Stellantis) الألمانية، المجموعة الأم لشركة (أوبل) المتخصصة في صناعة السيارات عزمها نقل أنشطتها من روسلسهايم بألمانيا إلى مدينة القنيطرة.
ومنذ عام 2010، زاد حجم الاستثمار الألماني بنسبة 600% في قطاعات السيارات والكهرباء والمنتجات الكيميائية.
إضافة إلى ذلك، ثمة مصالح مشتركة بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والهجرة والطاقة.
ويبقى ملف الهيدروجين الأخضر أحد أبرز الملفات التي سيشملها التعاون بين البلدين، بالنظر إلى حرصهما على الاعتماد مستقبلا على الطاقات المتجددة.