أفهم أن تنقل الصحف والمواقع عن “جون أفريك” عندما تكتب عن فرنسا أو عن الدول الفرانكفونية في افريقيا. لكن لايبدو مستساغاً أن تنقل وانت في الرباط أو الدار البيضا خبراً بشأن تعديل حكومي عن مجلة تصدر من باريس .

طلحة

*طلحة جبريل

نشرت عدة مواقع خبراً يفيد أن تعديلاً حكومياً أضحى وشيكاً في حكومة عزيز أخنوش.

 وفي تفاصيل الخبر أن عبد اللطيف وهبي وزير العدل والأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، وعبد اللطيف ميراوي وزير التعليم العالي سيغادران الحكومة.

سأناقش هذا الخبر من الزاوية المهنية فقط.

لا يوجد في الخبر الذي نشرته “جون أفريك” ونقلت عنها المواقع وصفحات في الشبكات الاجتماعية، أي مصدر، بل هناك إحالة على “معلوماتنا” أي معلومات “جون افريك”.

وقياساً على المعايير المهنية إذا لم يكن هناك مصدر في الخبر يكون “خبراً زائفاً”.

 لاحظت أن بعض الذين نقلوا عن المجلة أشاروا إلى انها “جريدة ” أي” صحيفة” وهي في الواقع مجلة أسبوعية، في حين أن كثيرين نقلوا دون إشارة إلى المصدر.

ثم أنني افهم أن تنقل الصحف والمواقع عن “جون أفريك” عندما تكتب عن فرنسا أو عن الدول الفرانكفونية في افريقيا.

 لكن لايبدو مستساغاً أن تنقل وانت في الرباط أو الدار البيضا خبراً بشأن تعديل حكومي عن مجلة تصدر من باريس .

قياساً على المعايير المهنية إذا لم يكن هناك مصدر في الخبر يكون “خبراً زائفاً”

بشأن مضمون الخبر أقول جازماً أن الأخبار التي تنشر وتتعلق بالمؤسسات العليا في المغرب قبل أن يعلن عنها رسمياً، لا مصداقية لها.

 وبالتالي هي مشكوك في صحتها، لذلك بحثت عن خبر التعديل في “وكالة المغرب العربي للأنباء” كما سمعت نشرات إذاعة الرباط ولم أجد له أثراً .

من واقع تجارب سابقة، أحياناً وعندما ينشر خبر له علاقة بالمؤسسات حتى لو كانت له مصداقية، تُغلق صفحته لأن التقاليد السياسية في المغرب أن أخبار الدولة تنشر عبر القنوات الرسمية.

أطرح سؤالاً، كيف يُعفى أمين عام حزب أي عبداللطيف وهبي إضافة إلى وزير آخر ينتمي للحزب اي عبداللطيف الميراوي ، ويبقى باقي وزراء الحزب في الحكومة.

خاصة أن وهبي أصدر قبل بضعة ايام بياناً بصفته الأمين العام للحزب عن ذكرى مرور 14 سنة على تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة. وهو ما يؤكد أنه ما يزال في موقعه.

أقول مطمئناً ايضاً إن صحافة ” النسخ واللصق” ليست صحافة، ولا يمكن أن تكون كذلك.

إن هدف الصحافي من كتابة الأخبار ليس أن يقر حقاً أو أن يمحو باطلاً فذلك دور القديسين وليس دور الصحافيين، بل دوره نشر المعلومات.

أختم وأقول بأنني لم التق عبد اللطيف وهبي وزير العدل منذ أزيد من ثلاث سنوات.

 ولم ألتق قط عبد اللطيف ميراوي  و وزير التعليم العالي.

لأنني أفهم جيداً ماهي مهام ومشاغل الوزراء، وأدرك كذلك أن من واجب الصحافي أن يطارد الأخبار والأسرار والروايات وينشرها نقلاً عمن يملكها أياً كان موقعه.

لكن ليس عن الآخرين. إذ الصحافي لا يملك الحقيقة لكنه يبحث عنها.

*كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *