أكد الملك محمد السادس، مرة أخرى، حرصه على مواصلة مسار النهوض بالمرأة المغربية، وتمكينها من حقوقها، بما يعزز دورها ومكانتها في المجتمع، ويجعلها تضطلع بأدوارها كاملة في عملية التنمية. 

ودعا الملك، اليوم السبت، في خطابه بمناسبة تخليد الذكرى 23 لجلوسه على العرش، إلى فتح ملف إصلاح مدونة الأسرة، بعد ما يقرب من عقدين من إقرارها، من أجل مسايرة التحولات المجتمعية المتسارعة بما يمكن النساء من تعزيز حقوقهن. 

وأكد الملك محمد السادس أن “بناء مغرب التقدم والكرامة لن يتم إلا بمشاركة جميع المغاربة، رجالا ونساء، في عملية التنمية”، مُشددا على “المشاركة الكاملة للمرأة المغربية في كل المجالات”. 

وأبرز الملك حرصه، منذ اعتلائه العرش على النهوض “بوضعية المرأة واعطائها المكانة المستحقة”، مضيفا أنه “في مغرب اليوم لا يمكن للمرأة أن تحرم من حقوقها”. 

ودعا الملك، في هذا الإطار، إلى تفعيل المؤسسات الدستورية المعنية بحقوق الأسرة والمرأة وتحيين الآليات والتشريعات الوطنية للنهوض بوضعيتها.

إثارة الملك لموضوع مدونة الأسرة، يأتي بالموازاة مع  تنامي أصوات بعض الجمعيات النسائية والحقوقية والهيآت الداعية إلى إصلاح مدونة الأسرة لتتماشى مع التطورات الجارية في عالم اليوم، ما يبرز تفاعل الملك مع نبض المجتمع، وحرصه على  مواصلة الثورة الاجتماعية  الهادئة التي قادها، خاصة في ما يتعلق  بالنهوض بأوضاع المرأة. 

دعوة الملك إلى إصلاح بعض مقتضيات مدونة الأسرة، تعيد إلى الواجهة التحكيم الملكي الذي أثمر مدونة متطورة للأسرة في بداية الألفية، بعدما احتد النقاش داخل المجتمع بين الحداثيين والمحافظين، حينما طرحت حكومة التناوب  مشروع “الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية”، فكان لابد من التحكيم الملكي لحسم الجدل الذي  أثارته الخطة بين التيارين. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *