أعود إلى التفاصيل الملاحظ أن الحرائق في المغرب طالت غابات في تازة وتطوان ووزان والعرائش وتاونات وفيها مدن ساحلية بالكامل، العرائش مثلاً.
* طلحة جبريل
الحدث الآن هو الصيف اللاهب، في غمرة تكهنات متزايدة تؤكد أن مخاطر حرائق الغابات ستستمر، بل هناك ما هو أسوأ ويكمن في توقعات بأن يتكرر الصيف القائظ مرة كل ثلاث سنوات.
قبل التطرق إلى بعض التفاصيل، أطرح سؤالاً مهنياً: كيف يفترض أن يغطي الصحافيون حدثاً على غرار حرائق الصيف.
الجواب كالتالي: الارتفاع الاستثنائي لدرجة الحرارة، وما نجم عنه من حرائق وتهجير، يعد من الأحداث الكبرى التي تتطلب عملاً ميدانياً، ولا يقتصر الأمر على نقل ما يحدث في المناطق المنكوبة، بل لا بد من لقاءات مع الفرق التي تكافح حرائق الغابات، وخبراء الأرصاد الجوي، إضافة إلى المهجرين، ثم على الصحافيين توخي جمع المعلومات من مصادر تتصف بالدقة، هنا لابد من إدراك ما نطلق عليه في المهنة “القراءة الداخلية” لما ينشر أو يذاع، وهذه مسألة لها قواعدها، ولا يتسع المجال للإسهاب.
على سبيل المثال وجدت بعد تطبيق قاعدة “القراءة الداخلية” أي مدى صدقية أو عدم صدقية ما ينشر ويقال، أن أفضل مصدرين لمتابعة أخبار الصيف الحالي، موقع إذاعة “بي. بي. سي” وإذاعة “إن بي آر” الأميركية (NPR).
أعود إلى التفاصيل الملاحظ أن الحرائق في المغرب طالت غابات في تازة وتطوان ووزان والعرائش وتاونات وفيها مدن ساحلية بالكامل، العرائش مثلاً.
في أوروبا اندلعت الحرائق في الدول التي تعرف باسم “حزام الزيتون” إضافة إلى فرنسا وبريطانيا، وتفيد المصادر بأن حرائق الغابات في فرنسا والبرتغال وأسبانيا واليونان أجبرت أكثر من ثلاثين ألف شخص على الفرار من منازلهم، والانتقال إلى الملاجئ ، وتعيش بريطانيا حرارة لم تعرفها في تاريخها بحيث وصلت في لندن التي يطلق عليها منذ قرون “عاصمة الضباب” إلى 42 درجة.
وحثت الحكومة البريطانيين البقاء في منازلهم، وأغلقت الشرطة طريقاً سريعاً عندما ذاب الأسفلت وانحنى، وقال عمدة لندن إن فرقة الإطفاء في المدينة تتلقى يومياً في حدود 1600 مكالمة للمساعدة .
أفاد الخبراء أن أجزاء من فرنسا تواجه “كارثة حرارية”، وقال مصدر في الأرصاد الجوية الفرنسية إن عدة أجزاء من البلاد شهدت أكثر أيامها حرارة على الإطلاق حيث سجلت مدينة نانت الغربية 42 درجة مئوية.
وفي إسبانيا بلغت درجة الحرارة 43، والرقم نفسه في كرواتيا واليونان.
يقول لاري كيني، أستاذ علم وظائف الأعضاء في ولاية بنسلفانيا”يحتاج الناس إلى فهم أن الحرارة هي الأكثر فتكًا، أكثر بكثير من الأعاصير وجميع الأشياء الأخرى”.
أختم وأقول إن حدثاً يهم جميع الناس، مثل موجة الحرارة يعد في تصنيف الأخبار “خبراً يهم جميع الناس، يبدأ عاجلاً ثم يتطور إلى خبر ثم تقارير إخبارية”.
*كاتب صحفي