يبدو أننا دخلنا الأبواب الأولى لأزمة شح المياه، الموارد المائية للمغرب بلغت الخطوط الحمراء بتراجعها بنسبة 85%.

مثلما يعاني العالم أجمع شح المياه لابد أن نعي أن كل تأخير في اتخاذ القرارات الحقيقية ستكبر المشكلة و تتراكم، وستدرك الحكومة لاحقا أن بعض قراراتها كان من الواجب اتخاذها منذ زمن.

جميع الدول المطلة على المتوسط في خطر محدق،الأمم المتحدة تقول إن هذه المنطقة هي مركز التغير المناخي في العالم، ودرجات الحرارة فيها سترتفع بشكل غير مسبوق بالإضافة إلى شح المياه واندلاع الحرائق والجفاف بما يهدد الزراعة والثروة السمكية والسياحة.

السدود المغربية نسبة امتلائها الآن ليست على ما يرام،سد يوسف بن تاشفين مثلا  انخفضت نسبة المياه فيه إلى 15 في المائة و هو الذي يزود مناطق تيزنيت و سيدي إيفني و طاطا و تارودانت  وشتوكة آيت باها بالماء الشروب.

لابد أن تتخذ الحكومة قرارات استثنائية و مؤلمة و عاجلة، على الأقل إلى حين عودة موسم الأمطار، أقترح من بينها :

– خلق وزارة خاصة للموارد المائية و وضع كفاءة متخصصة من المجال على رأسها (لا نريد تعيينات من الأحزاب) مع إعطائها صلاحيات واسعة

– إحصاء و ردم الآبار العشوائيـة و غير المدروسة التي حفرت دون ترخيص و تسببت باستنــزاف الطبقة الأولى من خزين الميـاه الجوفيــة

– تحريك المتابعات القضائية بحـق المتجاوزيـن ممن يمارســون الـحـفــر مــن دون مــوافـقــات رسمية

– إصدار قرار عاجل و مؤقت يقضي بوقف زراعة الأفوكادو و البطيخ إلى حين عودة الوضع المائي في البلاد إلى طبيعته

– منع استئجار معدات حفر الآبار العشوائية دون ترخيص نظامي و إحداث جهة تشرف على العملية

– التطبيق الصارم لمذكرة الحكومة بمنع محلات و محطات غسل السيارات من استخدام الماء الشروب و معاقبة المخالفين، و توجيهها باستخدام طرق بديلة

– التطبيق الصارم  لقرار منع استخدام الماء الشروب بشكل عشوائي و متكرر في ملء المسابح و سقي ملاعب الغولف و غيرها من الرياضات

– خلق برنامج وطني لبحوث علوم الاستمطار يعمل كمركز تنسيق للابتكارات الرائدة في علوم الاستمطار و يساعد على مواجهة تحديات شح المياه و الفهم العلمي لتشكل السحب وتحفيز العمليات الفيزيائية المعقّدة من أجل تحسين الأمطار

 توحد الكثير من الإجراءات و الخطط التي يجب وضعها لمواجهة الظاهرة الطبيعية.

الأمل معقود على لطف الله سبحانه أولا،ثم يقظة الحكومة.

*محمد أوماسي                   

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *