دفعت أحداث الجمعة السوداء التي عرفتها الحدود البرية مع مليلية المحتلة في 24 يونيو الماضي، والتي أودت بحياة 23 مهاجرا من دول جنوب الصحراء، سلطات سبتة المحتلة إلى التعجيل باستكمال خطة تعزيز السياج الحدودي للمدينة تفاديا لوقوع أحداث مماثلة، في المستقبل.   

وباشرت السلطات الإسبانية المحلية بمدينة سبتة عمليات تعزيز السياج الحدودي للمدينة في إطار استكمال خطة سارية منذ عام 2019 لتعزيز حماية الحدود البرية مع المدينتين سبتة ومليلية اللتين تتعرضان لمحاولات اقتحام من طرف مهاجرين غير نظاميين يرغبون في الدخول إلى المدينتين ومنهما نحو الضفة الشمالية لبحر الأبيض المتوسط.

 ويهدف البرنامج الذي رصدت له اعتمادات مالية بـ 4 مليون أورو إدخال تعزيزات تشمل بعض نقاط السياج الخارجي بشبكة مانعة للتسلق، وهدم ثلاث غرف حراسة وسيطة تقع في المنطقة الواقعة بين الأسوار، وتجهيز المعابر بآليات متطورة للمراقبة، وإرسال تعزيزات أمنية إضافية.    

كانت خطة التحديث في المحيط الحدودي لسبتة ومليلية التي روجت لها الحكومة في عام 2019 هي أول إجراء شامل وتحديث تكنولوجي يتم الاضطلاع به في المنطقة في العقود الأخيرة ، منذ عام 2005 ، إلا أنه لم يتم تنفيذ أية أوراش جديدة كبيرة في المنطقة، حسب تقارير إعلامية إسبانية. 

وتبلغ قيمة الاستثمارات المخصصة لتحصين المعابر الحدودية  مع المدينتين المحتلتين ما يقارب 50 مليون أورو .   

وشهد المعبر الحدودي مع مليلية يوم الجمعة 24 يونيو 2022 اقتحام  حوالي 2000 مهاجرا من بلدان جنوب الصحراء للسياح الحدودي، ما أسفر عن وقوع 23 قتيل وجرح  217 آخرين منهم 140 من عناصر القوات العمومية و77 من المهاجرين، في أعنف عملية اقتحام شهدها المعبر الحدودي.  

وتوصل التقرير الذي أنجزه المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى   عدم استعمال القوات العمومية المغربية للرصاص، وتحديد أسباب الوفيات  في الاختناق الميكانيكي الناتج عن التدافع والازدحام، والسقوط من أعلى سور السياج، وتعرض الضحايا للرفس والدهس من طرف رفاقهم ، وتكدس عدد كبير من المهاجرين في الباحة الضيقة للمعبر الذي كانت أبوابه مغلقة بإحكام.واتهم التقرير السلطات الأمنية الاسبانية بالتقصير في تقديم المساعدة.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *