قال وزير المالية الموريتاني، إسلمو ولد محمد امبادي، إن ارتفاع أسعار المحروقات في الأسواق العالمية أربك ميزانية بلاده، بعد أن كلف دعم المحروقات الدولة الموريتانية 42 مليار أوقية قديمة خلال الفصل الأول من العام الجاري.

وفي الوقت الذي كانت الحكومة تتوقع فيه أن تنتهي الأزمة الأوكرانية سريعا، واصلت نواكشوط دعم الوقود رغم استمرار ارتفاع الأسعار.

وقال الوزير إن الحكومة عدلت الميزانية، لتخصص 138 مليار أوقية (الدولارا الواحد يساوي 356 أوقية) لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة عالميا.

وفيما أعلنت وزارة البترول والطاقة والمعادن زيادة سعر لتر المازوت بمبلغ 11.5 أوقية جديدة، والبنزين بمبلغ 13 أوقية جديدة، وصف وزير النالية الزيادة بـ”البسيطة”، مشددا على أن الحكومة مستمرة في دعم أسعار المحروقات.

وقالت وزارة الطاقة والنفط والمعادن إن الدولة أبقت على دعم أسعار المحروقات بواقع 29 أوقية جديدة للتر المازوت و21.5 أوقية للتر البنزين طبقا للأسعار الدولية الحالية.

الزيادة الجديدة لم تفاجئ المراقبين “نظرا للوضعية الاقتصادية العالمية المتأثرة بشكل كبير بالحرب في أوكرانيا الدائرة منذ 4 أشهر والعقوبات المطبقة على روسيا التي هي من أكبر المنتجين والمصدرين للنفط في العالم”.

وبنظر هؤلاء، فهذا “يؤثر بالطبع على الأسواق العالمية”، كما يوضح لموقع “سكاي نيوز عربية”، زكي أبو مدين، أستاذ الاقتصاد بالمدرسة العليا للإدارة والصحافة والقضاء بانواكشوط.

ويرى أبو مدين أن زيادة أسعار المحروقات “وإن جاءت متأخرة نسبيا، تستدعي من الحكومة الموريتانية اتخاذ إجراءات لمواجهة الأزمة، منها ما هو داخلي يتعلق بسلاسل التوزيع ودعم الأنشطة المتعلقة بالإنتاج المحلي، وكذلك تخفيف الضرائب على المواد الأساسية والتعويض عنها بالضرائب على المواد الكمالية، ثم بعد ذلك التركيز على الأهداف الاستراتيجية للتصنيع المحلي بغية الاستقلال عن الخارج والمواد المستوردة”.

أما فيما يتعلق بالأجرءات الخارجية “فينبغي بتفعيل الاتفاقيات وتفعيل بعض التحفظات في الاتفاقيات الثنائية بشكل أخص فيما يتعلق بالإستيراد”، بحسب أبو مدين.

ويوضح أستاذ الاقتصاد أن “الفرصة سانحة الآن نظرا لوضعية التفهم من طرف الموطن للوضعية العالمية التي يراها على شاشات التلفزيونات ويقرأ عنها في الصحف ويتابعها في وسائل الإعلام، وهو ما يدعوه لتفهم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة بهذا الصدد.

خشية من الغلاء

وإذا كانت زيادة أسعار المحروقات لم تفاجئ المراقبين، فإن المواطن العادي لم يكن يتمنى حصولها.

وعبّر سائق سيارة النقل، أحمد سالم حمدي، عنه أمله في عدم حدوث هذه الزيادة في الأسعار.

ويمضي حمدي قائلا: “الأسعار ارتفعت بشكل جنوني في الآونة الأخيرة، ولا شك أن زيادة أسعار المحروقات بـ115 أوقية قديمة للغازوال ( نوع من البنزين) و130 أوقية للبنزين ستؤدي إلى مضاعفة الأسعار إلى درجة لا يطيقها البسطاء من أمثالنا”.

سيد محمد تتاه: سكاي نيوز عربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *