أفضت تحريات اللجنة المكلفة بالمهمة الاستطلاعية حول أحداث الجمعة السوداء، التي كلاها المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن الهجرة بإقليم الناظور عرفت في المدة الأخيرة تحولا ملفتا، لاسيما بعد وصول موجة جديدة من المهاجرين إلى المنطقة ابتداء من سنة 2021، حيث بدأت تكتسي طابعا عنيفا بعد سيطرة المهاجرين على بعض نقاط التزود بالماء ومنع الساكنة المحلية من استغلالها، وتعرض بعض السكان لممارسات استفزازية ولبعض التهديدات.

وقالت اللجنة إنه بعد فترة من الهدوء التي أعقبت اقتحامات السياج الحديدي خلال شهر مارس2022، استأنف المهاجرون من جنسية سودانية التوافد على اقليم الناظور عبر القطارات والحافلات ابتداء من منتصف شهر يونيو.

وجاء في التقرير الأولي للجنة، أنه في صباح يوم الجمعة 24 يونيو 2022، قام حوالي2000 مهاجرا بالانتقال سيرا على الأقدام في مجموعات متفرقة ومنظمة من مكان تمركزهم في غابة” ازنودن” في اتجاه مدينة مليلية، التي تبعد بحوالي20 كلم عن المعبر.

وأوضحت اللجنة أن مجموعة من المهاجرين استعملوا القوة ضد القوات العمومية وكانوا مسلحين بالعصي والحجارة حيث تم رشق القوات العمومية بالحجارة.

وأفضت تحريات وأبحاث اللجنة غياب آثار كدمات أو نزيف دموي خارجي، بينما أثبتت معاينة الجثث تطابق الأعراض الخارجية طبيا مع حالات وفاة جراء الاختناق الميكانيكي . وأكدت اللجنة أن تحديد السبب الحقيقي للوفيات يستلزم إجراء تشريح طبي.

ورجحت اللجنة أن تكون الوفيات ناتجة عن الازدحام والتدافع الشديد الذي حدث أثناء محاولة اقتحام السياج الحدودي مع مليلية في الباحة الضيقة للمعبر الذي كانت ابوابه مغلقة بإحكام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *