تداول جمهور الكرة المغربي مقطع فيديو لأحد إداريي الوداد وهو يقبل قدم مدرب الفريق وليد الركراكي، مباشرة بعد نهاية مباراة المولودية الوجدية والوداد.
غضب الناس من مشهد رجل يصر على تقبيل قدم المدرب، وتداول جيراننا بسخرية زائدة صورة الرجل الساجد وهو يبتغي رضا المدرب، كان المشهد خادشا للشرف رغم أنه حصل في ملعب قيل إنه شرفي.
لا نجد مبررا لتقبيل قدم مدرب أو صفارة حكم أو قفازات حارس مرمى، رغم أن الساجد “حجتو معه”.
فقد برر سلوكه بنوبة السعادة التي غمرته وجعلته خارج تغطية المنطق، وأسر لأقرب مقربيه بأن وليد طلب منه “حزم” خيط حذائه بعد أن شعر هذا الأخير بألم في ظهره لا يمنحه فرصة الانحناء، فناب عنه في انحناءة تاريخية.
في بيان لها، أعلنت جمعية قدماء لاعبي الوداد رفضها السلوك الأرعن، وتبرأت من الرجل الذي لعق حذاء المدرب، وقالت إنه لا يمثل قدماء الوداد، ومن محبرة محشوة بمداد الكرامة أكدت أن “التصرف ليس من شيم وأخلاق الوداديين”.
بين سطور البيان الأحمر، تنبيه للساجدين على عتبة الخصاص وإقرار ضمني على أن الوصول إلى المناصب لا يأتي بالركوع.
نحن اليوم على مشارف تقبيل أقدام المدربين بعد تقبيل أقدام الرؤساء في خلوة روحية بغرف مغلقة، يبدو أن أحذية المدربين تعشق ألسنة تجيد لعقها، فقد يأتي علينا يوم يخلع فيه المدربون والرؤساء أحذيتهم يسيرون حفاة الأقدام.
سألت عضوا سابقا في لجنة الأخلاقيات عن هذه النازلة، فرد ساخرا:
ما نخشاه هو أن يعلن رئيس فريق في لحظة غضب قرارا بمنع تقبيل أحذية المدربين، ويصدر أمرا يأذن فيه لرعيته بأن يخروا على قدميه ساجدين.
لكن للأمانة هناك مستخدمون يملكون رصيدا كبيرا من الكرامة رغم الخصاص، وآخرون يرفضون لعق حذاء المسؤول حتى لا يوسخونه بلعابهم. وفي كثير من أنديتنا أناس ينطبق عليهم قول الشاعر:
رب قوم إذا ضربت النعال بوجوههم/ اشتكت النعال بأي ذنب تصفع.
*حسن البصري