من المثير في نتائج البكالوريا خلال السنوات الأخيرة هو ارتفاع المعدلات بشكل كبير (أول معدل لهذا الموسم 19.44).

طبعا يتم استغلال الترويج لهذا المعدل وأمثاله إعلاميا ومن خلال بلاغات الوزارة لإعطاء انطباع جيد على وضعيه منظومة التعليم ومخرجاتها، إلا أن قراءة علمية منهجية للنسب التي أعلنتها الوزارة تعطي خلاصات مغايرة تماما للخطاب السائد. أكتفي هنا بمثال واحد.

خذ مثلا نسبة الحاصلين على ميزة (يعني معدل يفوق 12 من 20) كما أعلنتها الوزارة تبلغ %49,58، أي أن نسبة الحاصلين على معدلات تتراوح بين 10 و12 تصل

إلى %50.42 أكثر من النصف. وهذا يعني في الديسيمولوجيا (علم دراسة التقويم) سوء توزيع معدلات التلاميذ حول القيمة الوسط، ويفسر بأن أداة التقويم (الامتحانات) لم تكن من النجاعة والمصداقية بحيث تعكس المستوي الحقيقي للمتعلمين.

بمعنى آخر أن يحصل أكثر من نصف التلاميذ الناجحين على أقل من 12 فيما يكون أول معدل هو 19.44 دليل على أن مستوى أغلب التلاميذ ضعيف، وأن تبسيط أداة التقويم (الامتحانات) هو الذي سمح لفئة مستواها دون المتوسط من الحصول على معدل بين 10 و12 ونسبتها نصف الناجحين، هذا التبسيط نفسه سمح بظهور معدلات مرتفعة جدا مع انتشار معدلات فئة ثانية في مجال واسع يمتد بسبع نقط ونصف من 12 إلى 19.44.

أستطيع المجازفة هنا لأقدر أن نسبة النجاح الحقيقية لا تتجاوز 29 في المئة وهي نسبة الحاصلين على أكثر من 12… وهي نسبة معقولة ومنسجمة مع الأزمة التي تعيشها منظومة التعليم ومستوى المتعلمين الذي يدركه جيدا.. جيدا أولئك الذين يدرسونهم.

ملحوظة: في هذا التحليل استبعدت متغيرا آخر لايقل أهمية، وهو شروط تمرير الامتحانات وإمكانيات الغش المتنامية والمنتشرة بشكل كبير. طبعا إذا لم يتم تحييد هذا المتغير فسنكون أمام نسبة أقل بكثير.

هنيئا لكل الناجحين.

 

ذ. منير جوري مستشار في التوجيه التربوي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات
  1. اتفق معك استاد و ربما هدا ما كنا نلاحظه في سنوات الثمانيات و بداية التسعينيات حيث كانت نسبة النجاح أقل مع معدلات نادرا ما تتجاوز 16
    كدلك يجب ان لا ننسى نقطة المراقبة المستمرة في المدارس الحرة التي تتراوح بين 18 و 20 و التي توزع بدون رقابة على كل التلاميد كيفما كان مستواهم و هده النقطة تشكل 25%من المعدل النهاءي

  2. الغش ظاهرة مستفحلة بنسبة كبيرة في المدرسة المغربية وحتى الخاصة منها وللاسف…..ولمعرفة هذه الحقيقة فاطلالة على الكليات المغربية تثبت ذلك بنسبة كبيرة في الامتحانات الجامعية والمجالس التاديبية التي تنعقد للنظر في قضايا الغش ……

  3. أضيف عاملا آخرساهم في ارتفاع هذه المعدلات، إن على المستوى العمومي أو الخصوصي يتجلى في نفخ نقط المراقبة المستمرة لمن يؤدون مصاريف” الدعم” . ويبقى الحل هو الرجوع إلى الامتحانات الموحدة السنوية بدورتين كما كان في السابق، حيث لم يكن يحصل الممتحن(ة)على معدل 10/20إلا بشق الأنفس. أما غير ذلك فإنا كأستاذ متقاعد لن تغريني هذه المعدلات التي تثبت شيئا

  4. تحليل واقعي والنسبة تكاد تكون اقل اذا ما اضفنا ظروف التمرير وظاهرة الغش التي تتطور اساليبها من سنة الى اخرى .

  5. اوافقك الرأي
    وايضا سبب اخر لا يقل أهمية هو نسبة نقطة الجهوي التي تمثل 25% ونقطة المراقبة 25% ولا يخفى على المدرسين أن المراقبة ليست اسما على مسمى
    هذا النهج في احتساب المعدل السنوي لا يبرز المستوى الحقيقي للتلميذ
    وايضا لا يمتحن الطالب في كل المواد وفي جميع الدروس
    وهذا ينقص من اهتمام الطالب ومن اعمال المجهود المطلوب
    هي سياسة ساعدت على تكريس قلة المجهود الذهني وايضا في عدم ستغلال الوقت في المراجعة والتثبيت لأن الدروس والمواد أقل مما كنا تمتحن فيه نحن في الثمانينيات
    وعلى العموم فالاختبار لا يبرز عادة مستوى الطالب نظرا للاجواء التي يغلب عليها الرهبة وطقوس الامتحان من مراقبين ولجن والمخزن ايضا

  6. اتفق معك تحليل جد منطقي اما اهم سبب لهدا التراجع في المستوى الدراسي هو ضعف المنضومة التعليمية وعدم توفير الدولة لمناصب شغل حسب التخصص نعطي مثال نفترض مستوى التعليم جيد يعني ضمان نسبة كبيرة من الطلبة المتفوقون الدين سيلتحقون بكلية الطب او الهندسة تصور معي لو نجح عشرة آلاف تلميد بميزة جيدة اغلبهم يريد كلية الطب 🤔الغريب ان كلية الطب في كل من الرباط ودار البيضاء لا تتجاوز 300 مقعد من نسبة تلمترشحين 👌حتى وادا كان العدد اكبر يعني ألفين طبيب يتخرج سنويا هل المغرب قادر على تشغيل هده النسبة لا وألف لا يعني سيكون لديك نسبكبرة من تلطبقة المتقفة والحاصلة على شواهد عليا ممى سيودي إلى اضطرابات سياسية وجتماعية 👌لهدا في منضور الدولة احسن الحلول هو تارجع المستوى التعليمي وع ضمان نسب نجاح مرتفعة تنقسم الا فئات معينة طلاب ليلقاو دعم من اسرة ونجحو بمستوى جيد يدهب الى معاهد الحسوبة اما الطلاب الدين لا يتجاوز معدلهم 12 يضطرون الى الالتحاق بالجامعة او تكوين المهني وفي كلتى الحلات مكاين غير المعنات تم المعنات تكتمل وتمشي تبيع دوا البرغوت فسوق

  7. مستشار في التوجيه هههههه. إطار لا فائدة منه. سير تقري باش تفيد البلاد و تطللع مستوى التلاميذ لي بان ليك نازل. بدل أن تضييع وقتك فالخطابات الغير مفيدة

  8. لو عدنا إلى النظام القديم، حيث البكالوريا وطنية 100%، إذ ليس هنالك لا جهوي ولا مراقبة مستمرة، لرأينا العجب العجاب،لن تصل نسبة النجاح في أحسن الأحوال ألى 10%.

  9. هنأك معيار اخر يجب الانتباه له و هو الفرق الشاسع بين معدل الوطني و معدل المراقبة المستمرة خاصة بالمؤسسات الخصوصية و ستجد حينها ان حتى تلك النسبة 50٪ للناجحين بمعدل ما بين 12 و 10 لا تعكس البتة مستوى تلاميذ اليوم.
    تحياتي