استغل أفراد الجالية المغربية بأمريكا وجود المنتخب المغربي في مدينة سينسيناتي، لتكريم خليل عزمي الحارس السابق للفريق الوطني ورد الاعتبار لعميد المنتخب بعد سنوات من الهجران.
جاءت المبادرة من لاعب الوداد السابق حسن سمغوني الذي هاجر بدوره إلى أمريكا، وندر حياته لخدمة القضية الوطنية، وبالرغم من بساطة الحفل وغياب الناخب الوطني وحيد، إلا أن التكريم في بعده الرمزي رد بعض الاعتبار لحارس عرين الأسود السابق بعد سنوات من الغبن.
عاش الحارس عزمي في منفاه الاختياري بأمريكا، بعيدا عن حي بوركون الذي كانت حيطانه يوما تحمل اسمه وصورته، بعيدا أيضا عن صخب الدار البيضاء التي هجرها أروع النجوم.
إلى أمريكا يهاجر الشعراء المشارقة واللاعبون المغاربة، هناك صنع إيليا أبو ماضي وبلند الحيدري ونازك الملائكة النسخة الثانية للمجد، بينما يرحل نجوم الكرة المغربية إلى بلد العم سام لخوض الوقت بدل الضائع من مسار كروي مشروخ.
لم يكن الحارس الدولي خليل عزمي يعتقد أن مشاركته مع المنتخب المغربي في مونديال أمريكا سنة 1994، ستتحول إلى كابوس، كانت هزيمة الفريق الوطني أمام المنتخب السعودي كافية لكتابة محضر الإدانة واتهام الحارس بفتح شباكه أمام تسديدات سعودية.
مباشرة بعد نهاية المونديال، عاد إلى أمريكا، وظهر مع أندية مغمورة هناك، ثم قرر الاستقرار بعد زواجه من أمريكية. رمى قفازتيه في بحيرة وقرر أن يصبح عميدا لأسرة ويعيد ترتيب حياته على نحو جديد.
كان مكرها على الاعتزال الدولي لا بطلا، لم يتحمل القصف وسيل الانتقادات لمجرد خسارة أمام المنتخب السعودي في مباراة مشؤومة، تنقل بين المبادئ كاللقلاق، أعتقد أن الزمن كفيل بوضع طبقة سميكة من الغبار على ذاكرة مونديال أمريكا، لكن كلما مر معبر الذكريات نبحت في وجهه الكلاب.
ليس عزمي هو الحارس الوحيد الذي فر هاربا صوب أمريكا طالبا اللجوء الرياضي، فزميله مصطفى عشاب ابن روش نوار اختار بدوره اللجوء لأمريكا بعد أن اصدمت أحلامه بصخرة الزمن.
أما حسن مندون الحارس السابق للاتحاد البيضاوي فعبر نفس السبيل، بعد أن اتهم ببيع مباراة بسعر غير مصادق عليه من طرف لجنة الأسعار، وأدين بعدم تقديم مساعدة لفريق في وضعية صعبة. طاف دروب الحي المحمدي وهو يتأبط دليل البراءة، وحين عاد إلى بيته كسر أصابع يديه بحجر، وفي رواية أخرى بمطرقة، حتى لا يعود يوما للمرمى، وقبل أن تندمل رضوض كفه هاجر إلى أمريكا وتحول إلى سائق سيارة أجرة .
كلما حاول أصدقاؤه الحديث عن الكرة، غير الموضوع كما يغير اتجاه الطاكسي، وحين مات في حادث سير بولاية فلوريدا، نفذ أهله الوصية ودفنوه في أمريكا.
في ماي 2018، توفي بالولايات المتحدة الأمريكية، محمد جرير الملقب بـ”حمان”، اللاعب السابق للمنتخب المغربي والرجاء البيضاوي، عن سن يناهز الرابعة والسبعين عاما، مات منسيا ورغم أنه جزء من تاريخ كرة القدم المغربية وصاحب أول هدف سجله المنتخب المغربي في مونديال المكسيك سنة 1970.
اختار الاستقرار في بوسطن الأمريكية عند فلذات كبده، بعد أن لفه المرض دون أن يجد سندا من مجتمع كروي لا يتذكر نجومه إلا إذا أبدعوا فوق رقعة الملعب. لهذا أوصى بدفنه في مقبرة إسلامية ببوسطن. “رجاء ادفنوني حيثما مت” هذه وصية حمان الأخيرة.
أما محمد الجامعي مؤسس كرة “الصالات” فاختار بدوره الاغتراب، وحتى تظل الهجرة مبررا للحياة، فقد أطلق على ابنته اسم هاجر وعلى ابنه اسم مهاجر. نصحه الحقوقيون بعرض قضيته على لجان الإنصاف والمصالحة، لكنه اختار الهجرة وعاش كشاعر غزل منفيا في ميامي، يكتب قصائد عشق الوطن، في مجتمع رأسمالي متوحش لا يقرأ التاريخ ولا يضع اعتبارا للجغرافيا، لكنه يمنح كامل التقدير لمن ثقلت موازينه.
* حسن البصري
N’importe quoi azmi harrag il n’est jamais revenu avec l’équipe nationale par peur de sa magouille avec les saoudiens vous avez la mémoire courte