انطلقت، الجمعة، بمدينة الصويرة، المحطة الأولى من جولة مهرجان كناوة، المنظم تحت الرعاية للملك محمد السادس، مجددة الوصل بزوار وساكنة مدينة “موكادور”، وتحتضنها ساحة المنزه ودار الصويري، يومي 3 و4 يونيو، من خلال عدد من الحفلات، تحت شعار “المزج”.
وكان الاستهلال من باب السبع، الذي يعلي من شيم كرم الوفادة والترحاب، من خلال موكب الافتتاح الذي تميز، على الخصوص، بحضور مستشار جلالة الملك، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة- موكادور، أندري ازولاي، ووزير الثقافة والشباب والتواصل، السيد محمد المهدي بنسعيد، ووالي جهة مراكش – آسفي، كريم قسي لحلو، ورئيس المجلس الجهوي، سمير كودار، وعامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، ورئيس المجلس الجماعي للصويرة، طارق العثماني، وسفير جمهورية كوريا الجنوبية بالمغرب، السيد كيونغ تشونغ، والمدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء، خليل الهاشمي الإدريسي، ومديرة إنتاج المهرجان السيدة نائلة التازي.
وكان الموكب بمثابة إيذان بالانطلاق والتسامي مع نغمات “تكناويت”، وتخللته فرق فلكلورية متعددة تعدد ثقافة المغرب، حيث أدت نغمات تأسر الألباب، ويقابلها جمهور بالجمع والمفرد بلحظات جذب باذخة، كما انتهزها معلمو كناوة لتقديم “فتوح الرحبة” عربون ود لساكن “موغادور” القار، ووافدها المار.
وقال محمد المهدي بنسعيد، في كلمة بالمناسبة، إن مهرجان كناوة يعد مناسبة للاحتفاء بهذا التراث اللامادي الغني، الذي أدرجته اللجنة الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، سنة 2019 ببوغوتا، ضمن القائمة التي تمثل التراث الثقافي غير المادي للانسانية.
وأوضح أن الأمر يعد “إنجازا كبيرا”، مذكرا بالتطور الذي عرفه المهرجان على امتداد الدورات السابقة. كما دعا كل الشركاء إلى إيجاد حلول حقيقية لتكريس مكانة هذا المهرجان وتنظيم أنشطة ثقافية أخرى تضمن إشعاع هذه الحاضرة.
أما نائلة التازي، مديرة إنتاج المهرجان، فأكدت أن مهرجان كناوة يعد فرصه للاحتفاء بإدراج كناوة كتراث لامادي للإنسانية، مستشهدة بعظمة وجمال الثقافة الشعبية وإشعاعها في جميع أنحاء العالم.
ودعت التازي، في هذا الاتجاه، إلى تضافر جهود جميع المتدخلين لإنجاح نسخة هذه السنة، مشيرة إلى علاقة كناوة بالصويرة، ووفاء جمهور استثنائي لهذا الموعد سنويا.
أما طارق العثماني، رئيس المجلس الجماعي للصويرة، فأكد أنه بعد سنتين من التوقف يعود المهرجان، الذي تنظمه جمعية الصويرة-موكادور وA3 Communication، ليشكل مناسبة يتصل فيها الجمهور مع هذا الفن العريق، مبديا غامر سروره لاستقبال ضيوف المهرجان، والصويرة على العموم.
وأكد العثماني، في هذا الصدد، أن المجلس الجماعي سخر كل الوسائل اللوجستية والبشرية لإنجاح هذا المهرجان.
وبعد عامين من الغياب لأسباب مرتبطة بجائحة كورونا، وعدم سماح الظروف الحالية بتنظيم دورته الثالثة والعشرين، فإن مهرجان كناوة، الوفي لروحه الفريدة من نوعها، يتجدد مرة أخرى ليأخذ شكل جولة مهرجان ڭناوة حتى يكون عتد طلب الجمهور العاشق لهذا اللون الموسيقي المعتبر، ويكرس مكانته كإرث للإنسانية جمعاء بعدما أدرجته منظمة (اليونيسكو) ضمن القائمة التي تمثل التراث الثقافي غير المادي للانسانية.
كما أن نصيب مدينة الصويرة من هذه الجولة هو تنظيم 12 حفلا بساحة المنزه ودار الصويري، تنصهر فيها أنماط موسيقية اصطفت المغرب تربة للانبثاق والانبعاث.
ويتعلق الأمر بموسيقى الجاز، والبلوز، والموسيقى الأفريقية، وموسيقى الفولك، والفانك، وفنون ڭريو griots، والموسيقى الكوبية، والبلوز الأفريقي … في مزج مع كبار معلمي ڭناوة.
وتشكل الجولة مناسبة لأكثر من 100 فنان لإظهار مواهبهم بمختلف أشكالها، إذ يتضمن البرنامج “أصواتا دافئة وقوية ومجموعة غنية من الآلات الموسيقية : الكورا، والبالافون، والفلوت، والأكورديون، والساكسفون، والرباب، والقيتارة، وأدوات الإيقاع، والبيانو، والطبول … قوس قزح حقيقي من ألوان الموسيقى”.
كما تمت برمجة أكثر من 13 حفلا لموسيقى كناوة التقليدية، وتمت دعوة أكبر الأسماء في تكناويت من كل المناطق، إلى جانب معلمي كناوة الناشئين.