قال عبد الله خزراجي، الرئيس المؤسس للمهرجان المغربي- الإيطالي، إن المغرب أصبح نموذجا في تدبير الهجرة ومكافحة الإرهاب وإيطاليون يعتبرونه البلد الوحيد الموثوق به في منطقته.
وأكد خزراجي، في حوار مع جريدة le12.ma، على هامش تنظيمه ندوة دولية في مقر مجلس الشيوخ الإيطالي، بروما، أن الندوة نجحت في مقاربة موضوع الهجرة ومكافحة الإرهاب والميثاق العالمي لحقوق الانسان، بما سمح للشخصيات الإيطالية المرموقة المشاركة في الوقوف على الأدوار الكبيرة التي يضطلع بها المغرب في تدبير الهجرة ومكافحة الإرهاب خاصة في المناطق الجنوبية للمملكة.
لقد إقتنع المشاركون في هذا اللقاء، يضيف خزراجي، خاصة الإيطاليون منهم، بأن دعم الاستقرار في الصحراء المغربية، عن طريق الاعتراف الأوروبي الكامل والصريح بسيادة المغرب على كامل ترابه في الصحراء المغربية، سيقوي دوره أكثر في محاربة الهجرة غير الشرعية وتفكيك التحالفات غير المقدسة بين الإرهاب والاتجار بالبشر والحركات الانفصالية التي تهدد مصالح دول البحر الأبيض المتوسط ودول غرب وشمال إفريقيا تحديدا.
وتابع، على الرغم من أن الجزائر سبق أن أوقفت من جانب واحد تعاونها مع المغرب في محاربة الهجرة السرية وعصابات الاتجار في البشر العابرة للدول والقارات، فإن المغرب من خلال قوة وفعالية قواته الأمنية، بات اليوم يحظى بإشادة دولية في محاربة التطرف والإرهاب والإتجار بالبشر خاصة في جهات الصحراء المغربية والمناطق الحدودية ومنها المطلة على منطقة الساحل والصحراء “.
وأوضح عبد الله خزراجي، الرئيس المؤسس للمهرجان المغربي – الإيطالي، أن برنامج القبلي للمهرجان، متواصل التنزيل أنشطة متنوعة، تنتصر لروح فلسفة المبادئ التي أقيم عليها صرح المهرجان المغربي- الإيطالي، الذي يحتفل هذه السنة بدورته العاشرة، وينظم من 12 الى 16 اكتوبر تحت شعار “البيئة والأديان”.
*حوار- محمد سليكي
1-بداية في أي إطار تندرج هذه الندوة الحقوقية التي عملتم على تنظيمها بمجلس الشيوخ الإيطالي بروما؟
“في الحقيقة، تندرج هاته الندوة التي جرى تنظيمها في مجلس الشيوخ الإيطالي بروما يوم الثلاثاء 31 ماي في إطار تنزيل البرنامج السنوي للمهرجان المغربي-الإيطالي، الذي أصبح منذ أن توج بالميدالية الذهبية في أول دورة له قبل عشر سنوات من قبل رئيس الحكومة الإيطالية الأسبق، وتشريفه بالرعاية الملكية السامية منذ دورته الثانية، مهرجانا متفردا ببرنامج سنوي يناقش العديد من القضايا المجتمع، كالهجرة وحقوق الانسان والثقافة والاندماج والعيش المشترك ومحاربة التطرف، وأخرى تهم القضايا التي تخدم المصالح العليا المشتركة بين المغرب وإيطاليا كبلد إستقبال، وبطبيعة الحال الترافع عن القضية الوطنية ومغربية الصحراء وسط صناع القرار في دولة إيطاليا وتفعيل الدبلوماسية الموازية من موقعنا كمجتمع مدني مغربي- إيطالي “.
2- اليوم كان موضوع الندوة حول الهجرة ومكافحة الإرهاب والميثاق العالمي لحقوق الانسان، كيف كانت مقاربة هذا الموضوع من خلال المشاركين؟
” في الواقع، بالنظر إلى قيمة ومكانة الشخصيات المشاركة في مناقشة هذا الموضوع الآني والمستمر في العلاقات شمال -جنوب، أجزم بنجاح المشاركين في مقاربة الموضوع وتفكيك إشكالياته من كل الجوانب، على نحو جعل المشاركين الايطاليين والمتتبعين، يقفون على الدور الكبير الذي يلعبه المغرب في تدبير ملف الهجرة بمقاربة حقوقية، متفردة خاصة في جهات الصحراء المغربية، على التماس مع منطقة الساحل والصحراء، وما تعرفه من مخاطر محدقة بدول البحر الأبيض المتوسط، الإفريقية منها والأوروبية.
كما وقف الجميع على تجارب المغرب، الرائدة على المستويات التشريعية والحقوقية والسياسية والاجتماعية في تدبير ملف الهجر سواء فوق أراضيه، أو من خلال التصدي لعصابات الاتجار في البشر العابرة للقارات والتي تنشط بشكل كبير في إفريقيا جنوب الصحراء، ومنطقة الساحل، مستغلة سيادة الفوضى.
لقد إقتنع المشاركون في هذا اللقاء، خاصة الإيطاليون منهم، بأن دعم الاستقرار في الصحراء المغربية، عن طريق الاعتراف الأوروبي الكامل والصريح بسيادة المغرب على كامل ترابه في الصحراء المغربية، سيقوي دوره أكثر في محاربة الهجرة غير الشرعية وتفكيك التحالفات غير المقدسة بين الإرهاب والاتجار بالبشر والحركات الانفصالية التي تهدد مصالح دول البحر الأبيض المتوسط ودول غرب وشمال إفريقيا تحديدا.
وعلى الرغم من أن الجزائر سبق أن أوقفت من جانب واحد تعاونها مع المغرب في محاربة الهجرة السرية وعصابات الاتجار في البشر العابرة للدول والقارات، فإن المغرب من خلال قوة وفعالية قواته الأمنية، بات اليوم يحظى بإشادة دولية في محاربة التطرف والإرهاب والإتجار بالبشر خاصة في جهات الصحراء المغربية والمناطق الحدودية ومنها المطلة على منطقة الساحل والصحراء “.
3-هل يمكن القول إن ندوتكم الدولية، خلصت إلى أن المملكة المغربية أصبحت نموذجا في مجال تدبير قضية الهجرة؟
” بكل تأكيد، وهنا أحيلكم على إقرار أعضاء في مجلس الشيوخ الإيطالي، في هذه الندوة، التي نظمت حول موضوع الهجرة ومكافحة الإرهاب والميثاق العالمي لحقوق الانسان، بأن المملكة المغربية هي البلد الوحيد في المنطقة الموثوق فيه، في مجال تدبير الهجرة ومكافحة الإرهاب.
أضف إلى ذلك، أنه في الوقت الذي كانت في الجزائر مثلا، تطرد من أراضيها المهاجرين الهاربين من المجاعة والحروب، خاصة من إفريقيا جنوب الصحراء وبعض الدول العربية، وترمي بيهم على حدودها مع الدول المجاورة، كانت المملكة المغربية، قد أطلقت برنامجا نموذجيا في تدبير الهجرة الآمنة، عبر تسوية وضعية أزيد من خمسين ألف مهاجرا يتمتعون بنفس حقوق المواطنة مع المغاربة.
لذلك ومن خلال المقاربة الشاملة للمملكة المغربية لتدبير قضايا الهجرة، خاصة من خلال تيسير اندماج المهاجرين في إطار سياسة الهجرة والاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء المدعومة بالتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يحق لنا كحقوقيين ومجتمع مدني، أن نقول إن المملكة المغربية أصبحت نموذجا في مجال تدبير قضية الهجرة”.
4- كان لكم على هامش هذه الندوة لقاءات مع شخصيات سياسية ونقابية إيطاليا، حدثنا عن الموضوع؟
” بالفعل، على هامش هذه الندوة التي شارك فيها، كل من السفير المتجول المكلف بقضايا حقوق الإنسان، أحمد حرزني، وسفير المغرب بإيطاليا، يوسف بلا والاستاذة عائشة الناصري، عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان، و الناشط الحقوقي صلاح الدين الحيحي، وأعضاء في مجلس الشيوخ الإيطالي من جميع الاطياف السياسية كان لنا لقاء مع الامين العام للنقابة الإيطالي، هم التطرق الى زخم الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء ومشروع الحكم الذاتي، والاعتراف الأمريكي بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على مجموع ترابها في الأقاليم الجنوبية، وما تلاه من إعترافات أوروبية بمشروع الحكم الذاتي كحل وحيد لتسوية ملف النزاع حول الصحراء تحت سيادة المملكة المغربية، كما كان لنا لقاء مع كل من رئيس بلدية كونليانو و رئيس بلدية سبريريانو وشخصيات من البرلمان الاوربي و شخصيات من المجتمع الايطالي و ممثلين احزاب سياسية مرموقة، من أجل المساهمة في تعبئة القوى الحية لدعم إلتحاق إيطاليا بالدول الصديقة التي إفتتحت قنصليات لها في الصحراء المغربية”.
5- ماهي المحطات المقبل لبرنامج الدورة العاشرة للمهرجان المغربي- الإيطالي؟
” البرنامج، متواصل بأنشطة متنوعة، تنتصر لروح فلسفة المبادئ التي أقيم عليها صرح المهرجان المغربي- الإيطالي، الذي يحتفل هذه السنة بدورته العاشرة، وينظم من 12 الى 16 اكتوبر تحت شعار “البيئة والأديان”.