أتحفت الفنانة الاسبانية آنا فيرير (ANNA FERRER) جمهور مدينة شفشاون، بمسرح الهواء الطلق بالقصبة التاريخية مساء الجمعة، بحفل غنائي بهيج، من تنظيم سفارة المملكة الإسبانية بالمغرب وجمعية جبال ميديا.
وتميز هذا الحفل، الذي يروم تعزيز الحضور الثقافي الإسباني بشفشاون، بتقديم سلسلة من الأغاني الإسبانية ذات الايقاعات الموسيقية المستوحاة من التراث الأندلسي العريق، من خلال العزف على القيثار، وتنويعات على آلات موسيقية أخرى، حيث قدمت آنا فيرير أغان استحضرت التاريخ العربي – الأندلسي المشترك بين الضفتين.
الأغاني التي تردد صداها في القصبة من تلحين وغناء آنا فيرير، حيث اشتغلت عليها خلال السنتين الماضيتين على مدى أشهر الحجر الصحي بسبب تفشي جائحة كورنا، واستحضرت من خلالها قصائد وقصص قديمة مأثورة من الثقافة الشفهية، مثل أغنية سيلية، التي تتطرق إلى الحب والفراق والأب والأم والأخوات والفقر والمرض والهجرة، مفعمة بالأسى والحزن، وقد برعت في غنائها بصوتها الكريستالي العذب، عبر إنشادات وألحان روحانية.
وعبرت الأغاني عن تشبت الفنانة الاسبانبة بالتقاليد العقائدية والروحية المستوحاة من مسقط رأسها مينوركا بأندلسيا والتي كانت في العادة تقدم في بعض الكنائس والمناسبات الاجتماعية بلحن السوبرانو.
وتحدثت الفنانة الاسبانية آنا فيرير، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بكل ثقة وتفاؤل عن تجربتها الموسيقية والفنية التي تطبعها “الوحدة والحزن”، مستحضرة مرحلة التأمل وحوار الذات لابداع ألحان وأغان.
وقالت إنها “ارتبطت بالموسيقى الفلكلورية منذ الصغر، حيث بدأت مرحلة الدراسة الموسيقية لسنين طويلة، سواء الموسيقى الكلاسيكية وغيرها ومن ثم التخصص في موسيقى الجاز خاصة في المعهد الموسيقي للجاز ببرشلونة، “ولهذا فإبداعاتي الغنائية الموسيقية فيها تجديد وروح المعاصرة والحداثة وتستجيب لتطلعات أذواق الشباب ومختلف الأجيال”.
وأوضحت في هذا الصدد، أن منطقة مينوركا، مسقط رأسها، لها تاريخ غنائي عريق، كما ينتشر بها أسلوب موسيقي للغناء الجماعي المشترك مع الجمهور، والذي غالبا ما يكون مكونا من الأقارب والجيران، وذلك في كل مناسبة اجتماعية وثقافية.
وأضافت أنها “اشتغلت مع فرق موسيقية محترفة وسجلت عدة ألبومات غنائية، ووجدت رواجا مكنها ذلك من المشاركة في عدة مهرجانات”.
واعتبرت أنها تأثرت بكل ماهو “روحي وإنساني، وفلسفي، خاصة بمنطقة مينوركا بأندلسيا التي عاشت لفترة طويلة في خضم الحياة والتاريخ الاسلامي والتي تمتزج معها مختلف الحضارات، والثقافات الموسيقية العربية الاسلامية بنظيرتها الأندلسية”.