على الرغم من قصر عمرها السياسي، إذ لم ترى النور إلا على عهد تولي عزيز أخنوش رئاسة حزب التجمع الوطني للأحرار قبل خمس سنوات، إلا أنها باتت اليوم من خلال حضورها في المشهد السياسي، ومساهمتها في التعبئة الانتخابية، وحجم مشاركتها في العمل الانتدابي، عنوانا بارزا لتجربة ملهمة في مصالحة الشباب مع السياسية وعودة ثقتهم في الأحزاب.
لقد لعبت الشبيبة التجمعية أدوارا مقدرة في مرحلة استعداد الأحرار لاستحقاقات الثامن من شتنبر الماضي، وقد كان من اللافت رهان الأحرار على الشباب من أجل تصدر الانتخابات من خلال هيكلة الشبيبة وتنظيم أنشطتها في مختلف ربوع المملكة، وكان أكبرها جامعة الشباب الأحرار التي احتضنتها مدينة أكادير نهاية صيف سنة 2019 وعرفت حضور ازيد من 6000 شابة وشاب.
وحسب المتتبعين للشأن السياسي الوطني فقد برهن الأحرار على أن تشجيع المشاركة السياسية للشباب لم يكن مجرد شعار للاستهلاك الاعلامي وإنما كان قناعة تم التعبير عنها بالملموس عبر إشراك وجوه شابة في تدبير الشأن العام. فمن أصل ما يزيد عن 10000 منتخب تجمعي يشكل الشباب قرابة 3200 شابة وشاب دون سن الأربعين سنة كما حصل 6 من أعضاء المكتب الوطني للشبيبة التجمعية على عضوية مجلس النواب.
وبعد مرحلة الانتخابات عادت الشبيبة التجمعية لتدشن مرحلة جديدة من الدينامية عبر تجديد هياكلها وتنظيم أنشطة تأطيرية متنوعة.
فعلى مستوى جهة سوس ماسة انتخب شباب عمالة انزكان أيت ملول الشاب هشام أبو العباس عضو المجلس الجماعة بالدشيرة الجهادية رئيسا جديدا للشبيبة التجمعية بذات العمالة، كما انتخب شباب الأحرار بعمالة أكادير إدوتنان الشباب فيصل أوجاعا نائب رئيس جماعة تغازوت رئيسا إقليميا لشبيبة الحمامة بإقليم أكادير إدوتنان.
وفي نفس السياق، انتخب اعضاء الشبيبة التجمعية بإقليم اشتوكة أيت باها الشاب سعيد البوهالي نائب رئيس المجلس الاقليمي لاشتوكة أيت باها رئيسا للشبيبة بهذا الاقليم. وانتخب شباب الحزب الشاب عزيز حميدو رئيسا للشبيبة التجمعية بتارودانت الشمالية.
وينتظر أن تستكمل شبيبة الأحرار بالجهة هياكلها قبل نهاية الشهر استعدادا لمحطات تنظيمية اشعاعية مستقبلية.
هي إذن، تجربة ملهمة، تتسلح برصيدها، ولتواصل رسالتها، على خطى حزب الاحرار من مسار الثقة الى مسار التنمية.