*إدريس الكنبوري
الإقبال الكبير الذي شهدته صلاة التراويح في هذا الشهر المبارك وخاصة في العشر الأواخر منه يشهد على أن التدين في المغرب بألف خير، وفي تزايد مستمر.
هناك صحوة إيمانية واسعة في صفوف الشباب بوجه خاص؛ فهم الأكثر إقبالا على المساجد؛ بل نلاحظ أن الكثير من الآباء والأمهات يحملون معهم أبناءهم إلى المساجد، حيث يختلط شغب الأطفال بصوت المقرئين مما يعطي للمشهد طعما خاصا.
هذا الإقبال الواسع على صلاة التراويح يزعج البعض بطبيعة الحال، ممن يرون في الصلاة مشكلة شخصية وفي الصيام أزمة وفي التدين حربا عليهم. إنهم يعيشون وهما قاتلا مفاده أن الإسلام عدو لهم. الكثيرون سوف يعودون إلى رحابة الإيمان مع تقدم العمر وظهور الأمراض وتراجع الصحة وانقشاع القبيلة، عندما تنطفئ الأضواء وتسكت الأصوات. لقد كان هناك رجال حاربوا الإسلام ثم رجعوا إليه في أخريات حياتهم؛ حصل هذا مع جهابدة؛ فكيف مع جهال؟.
بالرغم من حملات التشويه والكيد يتقدم التدين بشكل كبير مما يجعل هذه الأقلية الساحقة تعيش عزلة خانقة تحاول تغطيتها بالحضور الإعلامي الكثيف.
هذا كله حصل خلال العشرين عاما الأخيرة؛ وهي الفترة التي شهدت أكبر إنفاق مالي وأكبر حملة إعلامية واعلانية ضد الإسلام من طرف الكنيسة والبلدان الغربية وخاصة أمريكا؛ وهي الفترة التي ظهرت فيها حملات التشكيك في الدين في العالم العربي، وشهدت ظهور أشخاص عملهم الوحيد الذي يتقاضون عليه أجرا ويعيشون به هم وأسرهم هو الكيد للإسلام، مع ذلك لم ينتشر التدين إلا في هذه العشرين سنة بالتحديد.
فكلما زاد الكيد للإسلام كلما ازداد الناس إقبالا على دينهم، لأن هذا الكيد يذكرهم بأن هذا الدين مستهدف، فكأن هذا الكيد يوقظ فطرتهم. بل لقد دلت الشهادات والوقائع في الغرب نفسه أن أكثر الأوقات التي تشهد اعتناق الأوروبيين للإسلام هي الأوقات التي تكون فيها حملات قوية عليه.
ولو كان خصوم هذا الدين على قدر من الذكاء لسكتوا تماما ومنعوا أي إشارة إلى الإسلام؛ لأن الإصرار على النكير فيه إقرار بالتذكير.
*مفكر مغربي