مواكبة: le12.ma

يستعد المرشحان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون وممثلة أقصى اليمين مارين لوبان، مساء غد الأربعاء، للمواجهة في مناظرة تلفزيونية حاسمة وعالية الخطورة، مع تحدي إقناع المترددين، على بعد أربعة أيام من اليوم الحاسم.

ويستأثر هذا التقليد الديمقراطي، الذي تأسس منذ سنة 1988، بانتباه الجمهور ووسائل الإعلام والمراقبين، خاصة أنه سيكون فرصة للمتنافسين على الإليزيه لتقديم أفكارهما وبرامجهما، وقبل كل شيء ترك انطباع جيد لدى أولئك الذين لم يتخذوا قرارا بعد، وكذلك ناخبي اليسار الذين تم توجيههم من قبل قادتهم للتصويت للرئيس المنتهية ولايته أو عدم إعطاء أصواتهم لمرشحة اليمين المتطرف.

ووفقا لنتائج استطلاع رأي تم إجراؤه لصالح “فرانس أنفو” و “لوبارزيان أوجردوي” في فرنسا، قبل ثمانية أيام من الجولة الثانية، بين الفرنسيين الذين صوتوا لجان لوك ميلنشون في الجولة الأولى، فإن 33% ينوون التصويت لماكرون في الجولة الثانية، و16 في المئة للوبان، بينما لم يفصح 51 في المئة عن نيتهم (امتناع، تصويت فارغ أو لاغ، لا يرغبون في الإجابة).

وحسب الاستطلاع نفسه، من بين ناخبي الناشط البيئي يانيك جادو، قال 59% إنهم يعتزمون اختيار الرئيس المنتهية ولايته في الجولة الثانية و7% مارين لوبان، بينما لم يفصح 34% عن اختيارهم، بينما اختار 55% من ناخبي فاليري بيكريس زعيم الجمهورية إلى الأمام و21% مرشحة التجمع الوطني (24% لم يحددوا اختيارهم).

وحسب الاستطلاع ذاته، بخصوص ناخبي ممثل اليمين المتطرف الآخر إريك زمور، فقد أعربوا عن نيتهم التصويت لمارين لوبان بنسبة 76% وإيمانويل ماكرون بنسبة 9% (15% لم يفصحوا عن اختيارهم).

وتعكس نتائج هذا الاستطلاع والعديد من النتائج الأخرى التي ن شرت على مدار الأيام الماضية، الأهمية الحيوية للمصوتين المترددين والممتنعين عن التصويت، ما يبرز الحاجة بالنسبة للمرشحين إلى إنتاج خطاب مبتكر ومقنع من أجل كسب تأييد هذه الفئة الواسعة من الناخبين.

مستندا أيضا إلى دعم كبير، لا سيما من سلفيه نيكولا ساركوزي وفرانسوا هولاند، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات من جميع المشارب، سيسعى إيمانويل ماكرون إلى فرض أسلوبه وطريقته، ولكن مع البقاء بعيدا عن تكرار إنجاز الجولة الثانية من اقتراع سنة 2017، والتي مكنته من الفوز في الانتخابات بفارق كبير أمام مارين لوبان، وذلك بالنظر إلى التحولات التي طرأت على السياق الوطني والدولي مقارنة بما كان عليه قبل خمس سنوات.

وفي الواقع، تأتي هذه الجولة الثانية في سياق محلي اتسم بتداعيات وباء « كوفيد-19 » وسياق دولي تهيمن عليه الأزمة الروسية-الأوكرانية منذ ما يقرب من شهرين مع تأثيراتها الشديدة على أسعار الطاقة وانعكاسها الملموس للغاية على القدرة الشرائية للفرنسيين، أحد المواضيع البارزة في الحملة الرئاسية.

وفي هذا السياق، ترجح استطلاعات الرأي فوز مرشح الرئيس بفارق ضئيل للغاية بما يتراوح بين 53 إلى 55,5 في المئة مقابل 44,5 إلى 47 في المئة لمنافسه، فيما يخيم شبح الامتناع بقوة على الاقتراع، وهو ما يكفي لإثارة المخاوف في كلا المعسكرين اللذين يخشيان أي خطوة خاطئة قد تكون قاتلة ويمكن أن تقلب نتائج يوم الأحد.

من جهتها، تعتزم ممثلة التجمع الوطني تجنب كارثة الانتخابات الرئاسية الأخيرة وتفادي الأخطاء التي جعلت من الممكن قلب الموازين لصالح منافسها ماكرون.

وقد قامت لوبان بجولتها الأخيرة في حملتها الانتخابية بين الجولتين يوم الاثنين قبل أن تعزل نفسها، محاطة بمقربيها، من أجل الاستعداد جيدا لمناظرة مساء الأربعاء، ولكن قبل كل شيء لتجنب الأسباب التي كانت وراء هزيمتها سنة 2017 ضد نفس المرشح.

ويعتقد العديد من المحللين أن الحماس المفرط والعدوانية وعدم استعداد ابنة الرجل الذي مكن من وصول اليمين المتطرف لأول مرة في الجمهورية الخامسة للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002، قد ساهم إلى حد كبير في هزيمتها سنة 2017، مع وجود فجوة كبيرة 66,1 في المئة من الأصوات لصالح إيمانويل ماكرون مقابل 33,9 في المئة.

وفي رسالة طمأنة، قالت مرشحة التجمع الوطني يوم الجمعة، « أنا جاهزة لأن لدي الخبرة، لقد عملت كثيرا على هذا المشروع، قمت بتحسين مشروعي معهم (الفرنسيين)، قمت بملاءمته مع واقعهم، آمالهم.. مشروع جاد، متوازن ومرقم ».

وبالتالي، سي طلب من إيمانويل ماكرون تفكيك برنامج مارين لوبان من خلال معالجة المواضيع التي تعد محط خلافات كبيرة مع منافسته، وفي مقدمتها احترام الدستور والانتماء للاتحاد الأوروبي.

وهكذا، سيكون الفرنسيون في الموعد مساء الأربعاء، ابتداء من الساعة 9 مساء، في مواجهة ساخنة بين الأفكار والبرامج، تعد بالكثير من التشويق والتي من شأنها أن تسمح للناخبين بمواجهة البرامج وتكوين رأي نهائي قبل يوم التصويت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *