“لما استقبلنا المرحوم الحسن الثاني قال لي متسائلا : “أولدي اخليفة كي درتي مع بريكل؟”
“كتظن كنا بحال شي وحدين اليوم نلعب ولا نغضب ! اسيدي العب كرة واحضر مع المنتخب فالاحتياط ولا داخل الملعب، ما عجبكش الحال سير فحالك”
“كان فاريا يستدعي “أصحاب الضالة” لمقابلات الأدغال الافريقية”
حوار- المحجوب ادريوش
* اتصل بكم الملك بعد المقابلة؟
اتصال الملك كان دائما لأنه كان من محبي كرة القدم.
* هل كان يتدخل أحيانا في التشكيلة أو فرض لاعب معين كما يشاع؟
لا، الملك كان يكلمنا كأبنائه، وكانت له جملة مشهورة هي قوله: “أريد هذه الميدالية” بغيتكم تحمروا وجهي ووجه المغاربة” لقد كان يفتخر بانجازاتنا، كما كانت لقاءاتنا به تدفعنا لبذل جهد مضاعف.
* هل من طرائف وقعت لك أو لأحد زملائك بالمكسيك؟
نعم سأروي لك حكايتين الأولى طريفة وقعت لنور الدين البويحياوي، كنت أتمشى وإياه في أحد الممرات وإذا بمانكان تسقط بعد أن اصطدم بشيء قربها، فتلقفها قائلا “سمحيلي أللا راه ما شفتكش” ظانا أنها امرأة.
* والحدث الثاني؟
كنا نتجول في السيارة أنا وشخصين آخرين رفقة باموس، وأوقف السائق أمام سوق ممتاز كان يعلق رايات الدول المشاركة، وإذا براية المغرب وتتوسطها نجمة إسرائيل! فدخل باموس غاضبا عند المسؤولين وطلب منهم تصحيح الخطأ، إن كان فعلا خطأ وتعليق الراية المغربية بنجمتها الخماسية الخضراء، وفعلا تم تصحيح الخطأ.
* كيف استقبلكم المغاربة؟
كانت من أجمل اللحظات والتي لازلنا نتذكرها سواء فيما بيننا عندما نلتقي، أو مع عائلاتنا وأصدقائنا، لكنها تبقى ناقصة لأنها لم تتكرر حتى نشارك نحن أيضا أجيالا أخرى إنجازها.
* وماذا عن استقبال الملك؟
قطع الملك البرنامج وأمر المسؤولين باصطحابنا إلى أمريكا حيث مكثنا 10 أيام هناك.
* من أجل الاستجمام والراحة؟
وكذلك من أجل أن يتزامن لقاؤنا مع الملك والشعب المغربي مع احتفالات عيد الشباب، حتى تكون الفرحة فرحتان وهذا ما كان بالفعل.
* هل توصلت بدعم أو هدايا من جهات شخصية أو رسمية؟
كانت أوامر السلطات المحلية بكل مدينة القيام باستقبال كل لاعب ينتمي إليها، وأتذكر أنه بالقنيطرة قدم لي أشخاص مشكورين هدايا رمزية لازلت أحتفظ بها وبذكراها إلى اليوم.
* ماذا عن آخر مباراة لك مع الأسود؟
لعبت آخر مباراة ضد زامبيا في أواخر الثمانينات وقررت الاعتزال دوليا.
* لماذا؟
كان بإمكاني أن أكمل ولكن كان فريق الكاك ينادي لأنه كان يتخبط في مشاكل، كما فكرت في تخصيص وقت للعائلة.
* لماذا لم يحترف خليفة؟
كانت السياسة الرياضية المتبعة هي السبب حيث كان آنذاك يمنع الاحتراف بعد 28 سنة، وهذا أدينا ثمنه غاليا إلى أن تم الاستغناء عنه.
* ما الوجهة بعد الاعتزال؟
بعد الاعتزال اشتغلت مهنيا بوكالة توزيع الماء بالقنيطرة ثم بعد ذلك بالمكتب الوطني للكهرباء بنفس المدينة.
* اعلاش انتقلت من إدارة لإدارة ثم اسمحت فيهم بجوج؟
أنا إنسان طموح كما علمتني الكرة، وكما أنني لا أصلح للإدارة، وهذا يعرفه جميع أصدقائي، اضافة الى كون بعض الادارات تتميز بالبيروقراطية، وهو ما لا يتماشى وطبيعتي..
* واش ما كاتصلحش للإدارة ولا كتقلب على لفلوس بزاف؟
الجانب المالي لا يمكن نكرانه، فقد تحملت مسؤولية عائلة بأكملها وعمري 17 سنة ولما اعتزلت ماذا ستأكل هذه العائلة؟ لذا توجهت لعالم الاستثمار.
* استثمرت في الحمامات والأفران أين وصلت هذه المشاريع؟
كما قلت لك أنا إنسان طموح كانت تلك مرحلة فقط، الآن أستثمر في المجال الفلاحي.
* هي وليتي فلاح كبير؟
الحمد لله الخير موجود.
* من بعد الفلاحة فاش كتفكر؟
لقد استدعتني الجامعة مؤخرا لحضور تدريب رفقة مجموعة من اللاعبين القدامى وأفكر في الاستمرار.
* ما مشيتيش لتدريب من قبل حيث ما كان فيه والو، دابا شفتي الأجور الخيالية للمدربين وأنت تقرر تجرب؟
من الأشياء التي أضرت بالكرة المغربية أن التدريب أصبح مجالا للاستثمار ولكل من هب ودب مع احترامي للبعض طبعا، أنا منين درت علاش نرجع وضمنت مستقبل عائلتي فكرت في التدريب.
* كيفاش؟
من واجب المسؤولين عن الرياضية أن يبحثوا عن اللاعبين القدامى من أجل تكوينهم والاستفادة من تجاربهم سواء في الأندية أو المنتخبات، من لعب كرة القدم من الأجيال السابقة لعبها عن حب وعشق وعاش من أجلها، لذا يجب أن يحول هذا العشق إلى الأجيال الحاضرة الذي أصبح بعضها يرى في كرة القدم موردا ماليا فقط.
*محطات من سيرة بطل
– 1955 ولادة خليفة بالقنيطرة
– 1967 الالتحاق بصغار النادي القنيطري
– 1978 اللعب للمنتخب
– 1985 ولادة الابن البكر سعد
– 1986 التأهل للدور الثاني للمونديال بالمكسيك
– 1990 الاعتزال
بانوراما رمضان. المونديالي خليفة يحكي أسرارا من مساره (الحلقة 1)
*نشر في شتنبر 2009 بالجريدة الأولى