“لما استقبلنا المرحوم الحسن الثاني قال لي متسائلا: “أولدي اخليفة كي درتي مع بريكل؟”

“كتظن كنا بحال شي وحدين اليوم نلعب ولا نغضب! اسيدي العب كرة واحضر مع المنتخب فالاحتياط ولا داخل الملعب، ما عجبكش الحال سير فحالك”

 

“كان فاريا يستدعي “أصحاب الضالة” لمقابلات الأدغال الافريقية”

حوار- المحجوب ادريوش

* كيفاش كانت علاقتكم بفاريا؟

 كنا جيلا بكامله لعبنا مع بعضنا ورفقة فاريا قرابة عقد، وما كنا نجلسه معا، أكثر من الوقت الذي كنا نخصصه لعائلاتنا، العلاقة كانت حميمية ماشي بحال اليوم اللاعب كيلعب مقابلة ويمشي لأن المدرب بدلو ولا خلاه في الاحتياط.

* كيف كان إحساسكم بعدم التأهل لمونديال 86؟

لا يوجد شيء في الوجود أكثر من أن تهدي لوطنك شيئا يدخل به التاريخ وتفتخر أنت به، لدرجة انك تبقى حيا بتلك الذكرى ولو مت.

* كيف كانت الاستعدادات للعرس العالمي؟

كانت الاستعدادات جيدة، لقد كنا نأخذ وقتنا الكافي، لأن الكل يحس بالمسؤولية وكانت محطة مصر محطة تحضيرية، ثم ذهبنا إلى سويسرا 20 يوما ولعبنا مقابلة ودية مع إيرلندا وخسرنا ب 2-1 وذهبنا إلى المكسيك شهرا من أجل التكيف مع الأجواء.

* واش كنت كتنتظرو النتيجة الي حصلتوا عليها وطلعت الأوائل في المجموعة؟

كنا عارفين أننا غانديروا مونديال مزيان ودرنا الثقة في بعضنا وسهل الله.

* علاش هذ الثقة ماستمراتش ضد ألمانيا؟

أنت تعرف العالم الثالث آنذاك وطريقة التفكير، كنا نظن أن ما قدمناه جيد جدا، وهذا هو مشكل اللاعب الهاوي، فعندما يصل إلى مرحلة لم يصلها يظن أنها النهاية.

* تقول أنكم نفسيا لم تكونوا مستعدين للذهاب أكثر من الدور الثاني؟

نعم نفسيا لم نكن مستعدين، ودون أن نعي ذلك، المؤهلات كانت متوفرة وبدنيا كنا من أحسن الفرق لكن العقلية الاحترافية هي ما كان ينقصنا. في مقابلها كانت التضحية في سبيل الراية المغربية هي التي تحركنا.

* لم يلعب البياز مقابلة ألمانيا هل أثر ذلك عليكم؟

مصطفى البياز كان ركيزة من الركائز الأساسية شأنه في ذلك شأن بقية اللاعبين، وربما كما قلت لك كان التأثير نفسيا أكثر من أي شيء آخر.

* ما سبب تغيبه؟

كثيرا من الناس لا يعرفون أن بودربالة هو من أصاب البياز بالإصابة التي منعته من اللعب أمام ألمانيا.

* في التداريب؟

لا داخل الملعب، فعندما أرسلت الكرة لخيري وسجل الهدف، من عادة بودربالة أن يجري نحو اللاعب القريب منه ويحتضنه بيديه ورجليه وأصاب بركبته ناحية أضلاع البياز فكانت هذه الإصابة.

* أثناء المقابلة كان هناك صراع من نوع خاص بينك وأنت قصير القامة وبين بريكل الضخم، كيف كنت تتعاطى معه؟

يضحك، الغريب في الأمر أن المرحوم الحسن الثاني طرح علي نفس السؤال، فلما استقبلنا قال لي بالحرف “أولدي اخليفة كي درتي مع بريكل؟” فعلا كان بريكل مميزا بقامته ونفس الشيء بالنسبة للاعب البولوني براكوسكي ولكن كنت أتعامل معهما ومع أمثالهم بذكاء، وليست القوة وحدها هي كرة القدم، وأنا كنت قبيح في التيران، لي قلب عليا يلقاني.

* انهزمنا أمام ألمانيا بهدف دون مقابل، ووقت وكيفية تسجيله لازال يحز في نفوس المغاربة إلى اليوم، كيف كان رد فعلكم عند نهاية المقابلة؟.

سأحكي لك واقعة ربما تكون إجابة عن سؤالك، فبعد المقابلة دخل عندنا بيكنباور إلى المستودع وهنأ كل لاعب واحدا واحدا قائلا: “هذه أصعب مباراة لعبناها في هذه البطولة ومن أصعب المقابلات في مشواري” ونحن أيضا أحسسنا بأننا أدينا الواجب.

*محطات من سيرة بطل

– 1955 ولادة خليفة بالقنيطرة

– 1967 الالتحاق بصغار النادي القنيطري

– 1978 اللعب للمنتخب

– 1985 ولادة الابن البكر سعد

– 1986 التأهل للدور الثاني للمونديال بالمكسيك

– 1990 الاعتزال

بانوراما رمضان. المونديالي خليفة يحكي أسرارا من مساره (الحلقة 1)

نشر في سبتتمر 2009 بالجريدة الأولى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *