مواكبة: le12.ma

من سوق “الس لاليين” إلى ساحة “الرصيف” مرورا ب”الطالعة الكبيرة والصغيرة” وكل أحياء المدينة القديمة، حركة غير مسبوقة ودينامية كبيرة تنبعث من جديد في مختلف الأماكن التاريخية والروحية خلال شهر رمضان الأبرك لهذه السنة .

هذه الدينامية الكبيرة ، تجعل من الصعب التنقل عبر أحياء وأزقة المدينة العالمية التي يعود تأسيسها إلى أكثر من 12 قرنا، خصوصا خلال فترة ما بعد صلاة العصر، حيث تخرج العائلات بحثا عن الزاد قبل إعلاء آذان المغرب .

وخلال هذا الشهر الفضيل ، يزداد الإقبال على الخضر والفواكه واللحوم ومختلف المواد الاستهلاكية بسوق “الس لالين” الذي يقع في بداية “الطالعة الكبيرة” بدءا من باب “المحروق”، حيث ترتفع أصوات التجار لجذب اهتمام المواطنين واقناعهم بالإقبال على اقتناء المواد التي تزين مائدة الإفطار. وإلى جانب الحركة التجارية الدؤوبة في الخضر والفواكه وغيرها من المواد الاستهلاكية، يقبل المواطنون على اقتناء أشهى الفطائر التي عادة ما يتم تحضيرها في حينها ، والتي يعرضها الباعة بطريقة جذابة تثير شهية الزبناء وتحفزهم على العودة من جديد. وبجوار محلات الفطائر، تزين محلات الحلويات مداخل المدينة القديمة ، حيث يعرض الباعة حلويات من قبيل “شباكية” و”بريوات” و”الحلوة الفيلالية” وغيرها من الحلويات الأخرى، والتي يجتهدون في تقديمها في أفضل صورة تغري الزبناء باقتنائها.

ويأمل باعة الحلويات في تحقيق انتعاشة قوية لمنتوجاتهم ليس فقط في السوق المحلية والوطنية ، بل إنهم يتطلعون لأن تتجاوز منتوجاتهم الحدود وتصل إلى مغاربة العالم الذين تعودوا في مثل هذه المناسبة على استقبال هدايا ثمينة من عائلاتهم، تساعدهم على تزيين مائدة الإفطار على الطريقة المغربية التقليدية .

وتستقبل المدينة القديمة زوارا من ساكنة العاصمة العلمية ووافدين من مدن مغربية أخرى، بالإضافة إلى سياح من مختلف الجنسيات، الذين تستهويهم العادات التقليدية المغربية التي تطبع شهر رمضان الأبرك .

أما مساجد المدينة القديمة ، فإنها تعرف خلال شهر رمضان إقبالا كبيرا للمصلين ، لاسيما مسجد “القرويين” المشيد على يد فاطمة الفهرية في القرن التاسع ميلادي، والذي يعتبر نموذجا لافتا للطابع التعبدي والروحاني إلى جانب مساجد تاريخية أخرى .

وفي تصريح للقناة الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء ، عبر المعطي ، وهو بائع للفطائر منذ أزيد من 26 سنة، عن سعادته بالحركة التجارية التي ترافق شهر رمضان الحالي والتي تختلف عن السنتين الماضيتين بسبب جائحة كوفيد-19.

وأشار إلى أن هناك رواجا كبيرا للفطائر بمختلف أصنافها وخاصة “بغرير” الذي يطبخ بطريقة تقليدية .

من جانبه ، لاحظ بائع الحلويات أنس الحر، وجود إقبال لافت لم يقف عليه منذ سنتين تقريبا، ليعبر عن أمله في تحقيق انتعاشة قوية لسوق الحلويات .

وتابع أن الباعة يجتهدون لتوفير أشكال متنوعة من الحلويات لتزيين مائدة الإفطار .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *