*محمد البقالي

ليس بسبب حجمها  بل لأنه كان بالإمكان ببساطة تجنبها.

بقليل من  حسن التقدير وببعض من التجرد كان بالإمكان تحويلها إلى انتصار باهر. وكان بالإمكان أن تكتب فرنسا صفحة جديدة مختلفة في تاريخها.

لكنها لعنة اليسار في كل مكان تطارده!

التفرقة والتمزق والحسابات الصغيرة!

ماذا كان سيضير عمدة باريس البئيسة آن إيدالغو وهي تدرك  يقينا ألا أمل لها لو  تنازلت  قبل أن يلحق بها الناخبون هزيمة غير مسبوقة في تاريخ الحزب الاشتراكي!

ماذا كان يضير روسيل الشيوعي الذي  يتقاطع مع ميلونشون في كل شيء تقريبا ، لو تخلى عن أوهامه للحظة ومنح 2% من أصواته لميلونشون!

أما جادو! الذي يحلم بعالم أخضر لا يوجد إلا في مخيلته! ماذا لو  لم يخلف موعده مع التاريخ  وجنب ناخبيه ضياع أصوات كان ميلشون سيفيد منها.

لم يحدث هذا للأسف! وبقي اليسار وفيا لعادته الأثيرة في   التشرذم  الانقسام!

وخسر ميلونشون هو الذي لم يكن يحتاج الا لثلاث أو أربع نقاط كانت متوفرة في خزان اليسار  التقليدي او تخلى قادته ببعض الحكمة.

ربما كان تاريخ فرنسا  سيتغير داخليا وخارجيا . لكنها الحسابات الصغيرة تفسد كل شيء كبير.

*مراسل الجزيرة في فرنسا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *