المصطفى الحروشي

تلقت السفيرة كريمة بنيعيش، الضوء الأخضر من السلطات العليا في المملكة من أجل العودة إلى الجلوس على كرسي سفارة المغرب في إسبانيا.

وذكر مصدر جريدة Le12.ma عربية، أن السفيرة المغربية حلت أمس السبت في مدريد إيذانًا إستئناف مهامها الدبلوماسية في إسبانيا.

وأوضح مصدرنا، أن عودة التمثيل الدبلوماسي المغربي إلى إسبانيا يأتي في أعقاب تأكيد رئيس الحكومة الاسبانية في رسالة موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس، أنإسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلافحول الصحراء المغربية.

وكانت سفيرة المغرب قد عادت الى الرباط في مايو الماضي بدعوة من الحكومة المغربية، على خلفية إدخال السلطات الاسبانية زعيم البوليساريو بأوراق هوية مزورة من أجل العلاج، والافلات من الملاحقة القضائية بسبب تورطه في جرائم ضد الإنسانية.

وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وقتها، إنه تم استدعاء سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، للتشاور بصلة مع الأزمة التي تعود إلى منتصف أبريل المنصرم، والتي تتمثل في استقبال إسبانيا للمدعو إبراهيم غالي، الذي لم يتلقّ المغرب بعدُ أي توضيحات أو ردود فعل بشأن الظروف والحيثيات التي تم فيها.

وصرّح بوريطة لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن بنيعيش تلقت توجيهات استدعائها في الرباط من أجل التشاور إثر استدعائها إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية.

ووضّح المسؤول المغربي أن السلطات الإسبانية أمهلت للدبلوماسية المغربية نصف ساعة للحضور إلى وزارة الشؤون الخارجية،وهو عمل غير مسبوق وغير مألوف في العلاقات بين دول جارة، ونادر في الممارسة الدبلوماسية، مبرزا أن سفيرة المملكة المغربيةلا تتلقى تعليماتسوى من بلدها”.

وأكد رئيس الدبلوماسية المغربية أن الأزمة ستتواصل ما لم تتم تسوية سببها الحقيقي، مضيفا أن المغرب يرفض تلقّي هذا النوع من التخويف، القائم علىصور نمطية بائدةوسيظل واضحا بشأن أصل هذه الأزمة والمسؤولين عنها مباشرة.

ويأتي عودة السفيرة المغربية لإستئناف مهامهما في مدريد، لتأكيد إنفراج الازمة بين الرباط ومدريد، وتدشي مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين.

و أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، أن تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين إسبانيا والمغرب هونبأ سار”.

وقالت رودريغيز، في حوار خصت به صحيفةلاراثون، نشر اليوم الأحد،ينبغي أن نرحب بالنبأ السار المتمثل في تدشين هذه المرحلة الجديدة من العلاقات القائمة بين إسبانيا والمغرب، البلدان الجاران اللذان تجمعهما علاقات تاريخية”.

وأشارت المسؤولة الإسبانية إلى أن هذه المرحلة الجديدةتضمن الاستقرار الضروري (…) وستمنحنا اليقين، إن على المستوى السياسي أومن حيث انعكاساتها الإيجابية على التجارة بين إسبانيا والمغرب”.

وقالتلقد قمنا بتعهدات متبادلة وعملنا على احترامها: من بينها، الامتناع عن الإجراءات الأحادية، الحفاظ على تواصل سلس وصريح، قصد الاستمرار في تعزيز تدبير تدفقات الهجرة. المفتاح سيكون هو التعاون”.

وبعد تجديد التأكيد على موقف بلادها بخصوص قضية الصحراء المغربية، أوضحت رودريغيز أن الاتفاق بين البلدين يكتسيطابعا نموذجيا، لاسيما في هذه الفترة المضطربة المطبوعة بالأزمة الأوكرانية.

وفي رسالة موجهة إلى جلالة الملك، أكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، أنإسبانيا تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلافحول الصحراء المغربية.

واعترافابأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، شدد رئيس الحكومة الإسبانية علىالجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بهاالمغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *