*طلحة جبريل

 

كان أول من اقترح قاعدة لكتابة الأخبار والتقارير الإخبارية اعتماداً على عدد الكلمات هو الصحافي الفريد هارمز وورث ( Alfred Harmsworth) رئيس تحرير صحيفة ” “ديلي ميل” البريطانية.

كان هارمز وورث صاحب فكرة المقال والخبر والتقرير المقتضب. كان يقول إن أي خبر أو تقرير أو مقال يجب ألا يتعدى 250 كلمة، وطبق هذه القاعدة التي ابتكرها في صحيفة “ديلي ميل” متأثراً بفكرة “الساندويتش” التي سادت في بريطانيا قبل عقود طويلة. كان رأي هارمز وورث أن “صحافة الساندوتش”هي إيقاع العصر ورائحته ومذاقه.

بعد ذلك بعقود اعتمدت  وكالة “رويترز”، قاعدة ما تزال تعمل وفقها تقول إن الخبر يجب ألا يتجاوز 200 كلمة، وعندما يصبح خبراً موسعاً يكون في حدود 400 كلمة، في حين يجب ألا يتعدى التقرير 600 كلمة.

ترى “رويترز” أن باقي الأجناس مثل التحقيق والحوار والاستطلاع والبورتريه يمكن أن تكون في حدود 800 كلمة. لكن لم تعد لقاعدة وكالة “رويترز” ذلك الوهج عندما اعتمدت قبل سنوات.

في عام 2014 إنطلقت مدرسة جديدة في كتابة الأخبار ووجدا قْبَالًا مُلْفِتًا إلى حد يمكن القول باطمئنان إن هذه المدرسة هيمنت بعد فترة قصيرة على الصحافة المكتوبة ورقية وإلكترونية وصحافة الوكالات إضافة إلي الصحافة المسموعة (الإذاعة). يقول شعار هذه  المدرسة التي خرجت من رحم صحيفة “واشنطن بوست”: “الأخبار لكن باقتضاب”.THE NEWS BUT SHORTER

فكرة ربط محتوى وأسلوب كتابة الأخبار مع عدد الكلمات ليس أمراً جديداً. لكن الجديد التي جاءت به هذه المدرسة، إنها زاوجت بين الصحيفة الورقية والصحافة الإلكترونية.

إذ إختارت أن تتراوح الأخبار ما بين 30 و 40 كلمة فقط  وتكتب بأسلوب وقواعد جديدة، مع إمكانية توسيع الخبر ليصبح تقريراً في حدود 250 كلمة.

*كاتب صحفي موسوعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *