*جواد مكرم
تفاعل محمد الغراس، كاتب الدولة السابق في حكومة سعد الدين العثماني، مع أحداث سوق «حد أولاد جلول» التابع لجماعة بنمصور التي كان يترأسها قبل ثلاثة سنوات، فاضحاً حقائق مثيرة حول خلفيات ما وقع اليوم الأحد في هذا السوق الذي يقع في أغنى منطقة فلاحية في المغرب. 
وأكد الوزير السابق والقيادي الحركي، ساعات بعد بلاغ توضيحي للسلطات المحلية لإقليم القنيطرة،  حول ما جرى في سوق « حد أولاد جلول»، : «من البديهي أن الجميع يعاني من موجة الغلاء ويعاني من الغموض والضبابية التي تطبع هذه الظرفية الحساسة، إلا أنه، ومن أجل إحقاق الحق، فإن ما وقع بسوق أحد أولاد جلول التابع لجماعة بنمنصور التي أتشرف أن أكون أحد أبناءها وتوليت رئاستها لمدة ثلات سنوات وأعرف عن ظهر قلب تفاصيلها، له علاقة أيضا بسوء التدبير والفساد الذين تعرفهما الجماعة منذ إنتخاب المجلس الجديد والتراجع الممنهج عن المكتسبات السابقة من طرفه».
وتابع الغراس، «فهذا السوق الذي قمنا سابقا بترشيد مداخيله وأصبح يدر مداخيل هامة لفائدة الجماعة وفجأة تم إلغاء العقد الرشيد وأصبح مسؤولو الجماعة عن طريق “وسطائهم” يقومون بإستخلاص مداخليه بشكل مباشر وفي تناف تام مع مبادئ الحكامة الناجعة وتحت أعين من يهمهم الأمر».
وشدد المسؤول الحكومي السابق، على أن «هذا ما أدى إلى عودة ممارسات قديمة وارتفاع الأسعار جراء المضاربات  قبل أن يعم الغلاء لاحقا كل ربوع الوطن». 
وأضاف الغراس في تدوينة له عاينتها جريدة le12.ma ، «الغريب في الأمر هو أن الأشخاص الذين لبسوا لباس الحزب الضاصر في إستحقاقات 2021 والذين هم أنفسهم الذين لبسوا لباس الحزب الضاصر الذي سبقه في 2015/2016، سبق لمحاكم المملكة أن عزلتهم كلهم من مناصبهم بسبب عدم الأهلية للترشح سواء لسوابق إجرامية أو غيرها، ليعودوا هم نفسهم سبحان الله وينجحوا في 2021 ويصبحوا رؤساء ونواب، ويخرقوا القانونين وينشروا الفتنة ويعيثوا فسادا».
ولفت الغراس، إلى أن هؤلاء، «بممارساتهم هذه يغامرون باستقرار المنطقة والإساءة إلى صورة الوطن».
والسؤال الذي يضع نفسه بحدة يورد المصدر نفسه، هو «كيف تم السماح لهؤلاء بالترشح خلال الانتخابات الماضية بعد عزلهم من قبل السلطة، ولما لم يتم عزل البعض الآخر  بالرغم من صدور أحكام نافذة في حقهم باسم جلالة الملك من قبل بعض محاكم المملكة؟».
وخلص، محمد الغراس، كاتب الدولة السابق في حكومة سعد الدين العثماني، إلى القول: «ما عرفه إقليم القنيطرة من فساد وإفساد لكل مناحي الحياة العامة خلال الخمس سنوات الفارطة لم أشهد له مثيل وعمري  يقارب عمري 45 سنة الآن. فساد إقليم القنيطرة أو (الكويت كما يسميها بعض المسؤولين الفاسدين لما يراكمونه من ثروات)، غير مسبوق  ويجب مواجهته قبل فوات الأوان». على حد تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *