*جواد مكرم

 

إنتهت قبل قليل من يومه الإثنين، مراسيم الوداع الأخير للطفل ريان، برفع حشود من المشيعين أكف الضراعة الى رب العالمين، بالدعاء لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، الذي كان يتابع عن كثب، تطورات الحادث المأساوي للراحل.

وسئل المشيعون، المولى عز وجل، بأن يحفظ بلادنا المغرب ملكا وشعبا، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، الذي كان قد أصدر تعليماته السامية منذ بداية هذه الحادثة، لكل السلطات المعنية، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لإنقاذ حياة الفقيد، إلا أن إرادة الله تعالى شاءت أن يلبي داعي ربه راضيا مرضيا.

ورفع عدد المشيعون، شارة النصر، مع ظهور حفار الآبار عمي علي، بين المشيعين، الى جانب عدد من عمال الجرف والإنقاذ مما، حقق معجزة شق جبل من أجل إنقاد إبن الوطن الطفل ريان.

وسارعت السلطات المحلية، فور نهاية مراسيم التشييع والدفن، الى إخلاء مقبرة الزاوية، ونصب سياجات على مقربة من قبر ريان، حيث ووري جثمانه الثرى.

ووري جثمان الطفل الراحل ريان، بعد ظهر اليوم، الثرى في مثواه الأخير في مقبرة الزاوية، بمسقط رأسه بقرية إغران بجماعة تمروت إقليم شفشاون.

وأقيمت في حدود الساعة (13:50) من يومه الإثنين، صلاة الجنازة على روح الطفل الراحل ريان، بعد أداء صلاة الظهر.

ومشى في جنازة الراحل، عدة شخصيات، وحشد كبير من المشيعين يتقدمهم والده خالد أورام، وعدد من حملة القرآن من مشايخ ومقرئين القادمين من مختلف قرى ودواوير المنطقة.

ووصل ظهر الإثنين، جثمان الطفل ريان الى مسقط رأسه بقرية إغران بجماعة تمروت إقليم شفشاون، محمولا في سيارة نقل أموات المسلمين تابعة للجماعة الترابية المحلية.

وأخر رفع آذان صلاة الظهر، لدقائق مواصلة مراسيم تشييع جثمان الطفل ريان الى مثواه الأخير في مقبرة الزاوية، قرب مقر سكن عائلته بقرية إغران بجماعة تمروت إقليم شفشاون.

 وحضر هذه المراسيم والدي الطفل ريان، خالد أورام، وعدد من الشخصيات، كما تقدم جده وعمه لتلقي التعازي.

وجرت منذ ساعات بجوار مسكن عائلة الطفل الراحل ريان بقرية إغران جماعة تمروت بإقليم شفشاون، عملية تهيئة مصلى لإقامة شعائر صلاة الجنازة على روحه.

وعادت الجرافات صباح اليوم الاثنين، بحضور ممثلين عن السلطة المحلية، لاستكمال عملية تهيئة المصلى والمرافق ذات الصِّلة كمركن كبير للسيارات وتعبيد مقطع طريقي مؤدي إلى مقر سكن عائلة الطفل الراحل.

وعرفت المنطقة تعزيزات أمنية من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة، من أجل تأمين التنظيم الأمني لحدث تشييع جثمان الطفل ريان إلى مثواه الأخير في قريته.

وكان جثمان الطفل ريان يوجد، منذ مساء السبت الماضي، في المستشفى العسكري في الرباط.

وحل والدا الطفل ريان، والده خالد أورام وأمه وسيمة خرشيش، أمس الأحد بأحد فنادق الرباط، وسط تتبع ملكي لهذا الحادث بما يجسد العطف الأبوي لأمير المؤمنين تجاه المكلومين من أبناء شعبه، والتخفيف من حزنهم.

وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قد أجرى على إثر الحادث المفجع الذي أودى بحياة الطفل ريان اورام، اتصالا هاتفيا مع خالد اورام، و وسيمة خرشيش والدي الفقيد، الذي وافته المنية، بعد سقوطه في بئر.

وذكر بلاغ للديوان الملكي أول أمس السبت أنه “بهذه المناسبة المحزنة، أعرب جلالة الملك، عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء، في فقدان فلذة كبدهم“.

وقد أكد جلالته، وفق بلاغ الديوان الملكي، “بأنه كان يتابع عن كثب، تطورات هذا الحادث المأساوي، حيث أصدر تعليماته السامية لكل السلطات المعنية، قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة، وبذل أقصى الجهود لإنقاذ حياة الفقيد، إلا أن إرادة الله تعالى شاءت أن يلبي داعي ربه راضيا مرضيا“.

كما عبر جلالته، يورد ذات البلاغ، “عن تقديره للجهود الدؤوبة التي بذلتها مختلف السلطات والقوات العمومية، والفعاليات الجمعوية، وللتضامن القوي، والتعاطف الواسع، الذي حظيت به أسرة الفقيد، من مختلف الفئات والأسر المغربية، في هذا الظرف الأليم“.

وفي الختام، يضيف بلاغ للديوان الملكي، “أكد جلالة الملك لأسرة الفقيد سابغ عطفه وموصول عنايته“.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *