الرباط:م.س

ساعات قبل عقد ما اضحى يعرف بجناح “نداء المستقبل”، بفندق ديوان بالرباط، أكد حكماء حزب الأصالة والمعاصرة دعمهم للشرعية ولمسار التخليق والتطهير الذي تبنته القيادة الحالية للحزب تحت رئاسة حكيم بن شماش، معتبرين عملية التخليق ضرورية لإعادة ترتيب البيت الداخلي للتنظيم وتحقيق الانبعاثة الجديدة.

وجدد الأمناء العامون السابقون للحزب في بيان جديد أصدروه اليوم دعوتهم إلى اليقظة والالتزام بشرعية المؤسسات و بالضوابط القانونية و نبذ كل أشكال الشخصنة والكف عن كلام الحق الذي يراد به الباطل.

ودعوا كذلك  إلى جعل المحطات القادمة، على درب الاستعداد للمؤتمر فرصة لفسح مجالات التعبير عن كل الطموحات المشروعة و احترام قواعد التنافس النزيه أمام الجميع و خاصة طاقات الشباب المغمورة و الموؤودة أحيانا بعيدا عن المركز و عن الولاءات المحظوظة. 

وأهاب البيان الذي وقعه حسن بنعدي، محمد الشيخ بيدالله، مصطفى باكوري، علي بلحاج، ومحمد بنحمو، بالجميع للتسلح بما يمكن للطاقات العلمية و الفكرية و المهنية التي يزخر بها الحزب أن تضخه في شرايين الجسم الحزبي و ما يمكن أن نساهم بضخه مجتمعين في شرايين الحقل الحزبي الوطني، الذي تحول أو يكاد إلى بيداء قاحلة لا تهب فيها إلا رياح الشعبوية الرخيصة أو العدمية القاتلة.

في السياق، طالب الموقعون على البيان  مناضلات ومناضلي الحزب ، بدون تمييز أو إقصاء، إلى السمو إلى مستوى هذه التحديات، حتى يتمكن  الأصالة والمعاصرة من كسب معركة التخليق و التطهير، التي بدونها لا يمكن استرجاع ثقة المواطنين في الأحزاب و في العمل السياسي مما يشكل أكبر خطر يهدد تجربتنا الوطنية المتفردة في التماس مسالك الرقي على درب الديمقراطية و الحداثة، بقيادة جلالة الملك  محمد السادس.

وأكد الأمناء العامون السابقون لحزب الأصالة و المعاصرة  أنهم، منذ أن أطلقوا نداء المسؤولية، يتابعون التطورات و الدينامية والحيوية (التي لا تخلو أحيانا من تجاوزات) و التي اضحى الحزب يعيش على وقعهاً.

و بعد تحليلهم الدقيق لتلك التطورات، يرون أن الواجب يقتضي التدخل العلني مجددا للتوجه إلى مسؤولي الحزب و أعضائه و منتخبيه و أنصاره بنداء جديد يدعو هذه المرة إلى اليقظة و الانضباط الواعي والمسؤول ، أكثر من أي وقت مضى، لعدة أسباب.

وعدد حكماء “البام” تلك الأسباب في قولهم انه :”إذا حق لحزب الأصالة و المعاصرة أن يسجل بفخر و اعتزاز أنه يدشن مرحلة جديدة لا مفر منها بالنسبة لكل أدوات الوساطة السياسية و الاجتماعية و الثقافية في بلادنا، و هي مرحلة المأسسة الحقيقية و التخليق و الشفافية، فعليه ، كفاعل سياسي وازن ومسؤول أن يتمسك بما هو ضروري من الحذر و الحرص على و حدته و تماسك صفوفه و التصدي بحزم لكل محاولات السطو و الاختراق التي بدأت ارهاصات بعضها تتضح”.

وأردف هؤلاء:”إن حزب الأصالة و المعاصرة كان و لا يزال مستهدفا ، لا لما هو عليه الآن ولكن لما يستطيع أن يكون، و سيستهدف بشراسة أقوى لأنه بما يعيشه اليوم من تدافع، يعطي الدليل بأنه قادر على أن يضطلع بدوره في معركة تجديد الحياة الحزبية على الأسس التي بدونها لا يصح بناء؛ و هي ربط المسؤولية بالمحاسبة و التقيد المطلق بالأخلاق و التزام خطاب الحقيقة و الشفافية في التدبير”.

حصري. كواليس اجتماع قيادة “البام”..تأديب الحموتي و “نهاية.. بوجلابة”

وقال هؤلاء ان  الذهاب إلى المؤتمر الوطني المقبل لن تكون من ورائه طائلة إن لم يشكل فرصة تاريخية لتقوية العزم على رفع التحديات الحقيقية التي استحضرها الحزب إبان التأسيس و التي يختزلها شعارنا المعروف: السياسة بشكل مغاير!”. 

و اوضح الحكماء، في اجتماعهم الذي سبق لموقع le12.ma ان تناوله قبل إصدارهم اليومً لبيان بشأنه، ان “ممارسة السياسة بشكل مغاير تعني القطع مع النفاق و الكذب الممنهج في التواصل الداخلي و التواصل مع المواطنين”،وان ممارسة السياسة بشكل مغاير كذلك،” تعني خدمة الصالح العام بنزاهة و تجرد،لا استخدام المواقع لتحقيق أو حماية المنافع والمصالح الشخصية”.

وشدد الحكماء على “ان ممارسة السياسة بشكل مغايرتعني بناء مِسسات حزبية حقيقية،على كل الأصعدة و الحرص الدائم ألا تسند المسؤوليات لغير أهلها ، بعيدا عن المحابات و الزبونية و العناية بالكفاءات الحقيقية و الطاقات الأصيلة”.

وخلص الحكماء وهم، حسن بنعدي، محمد الشيخ بيدالله، مصطفى باكوري، علي بلحاج، ومحمد بنحمو، الى ان” ممارسة السياسة بشكل مغاير تعني نبذ كل السلوكات المبنية على التناور الرخيص والقفز على الضوابط القانونية و التزوير و التفصيل على المقاس و غير ذلك من الأساليب المتخلفة التي لم تعد عيوبها تخفى على أحد في زمن توفر وسائل التواصل و سيولة المعلومات و يسر تقاسمها بين المواطنين العاديين”.

يذكر أن الدكتور محمد الشيخ بيد الله، أحد الموقعين على بيان اليقظة والالتزام بشرعية المؤسسات، الداعم لمسار التخليق والتطهير الذي يقوده بنشماش، هو من قادة حزب”البام”، الحاليين الذين أعلنوا من داخل المكتب السياسي، دعمهم المطلق للشرعية وقرارات بنشماش التخليقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *