جما اسطيفي

 

ما قام به الاتحاد المصري لكرة القدم وهو يراسل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” لرفع الإيقاف عن الحكم المصري جهاد جريشة، الذي عوقب بالإيقاف ستة شهور عقب أخطائه التحكيمية “الفاضحة” لمصلحة الترجي ضد الوداد في ذهاب نهائي أبطال إفريقيا يعد سابقة..

فهذه أول مرة يقوم اتحاد كروي بطلب رفع الإيقاف عن حكم أدار مباراة بأداء سيء رغم وجود تقنية “الفار” ورغم أنه ليس معنيا بالمباراة وليس طرفا فيها!

والأغرب أن عصام عبد الفتاح، عضو الاتحاد المصري ولجنة الحكام في “الكاف”، خرج ليقول إن الاتحاد المصري اتخذ هذه الخطوة لأنه يثق في موقف حكمه الذي أدار، بحسبه، المباراة “بكفاءة وشجاعة ونزاهة”..

لقد عاقب “الكاف”، في وقت سابق، الحكم الجزائري بوعبيد شارف، الذي قاد مباراة الاهلي والترجي في ذهاب “الكاف”، ولم يخرج الاتحاد الجزائري ليطالب برفع العقوبة.. كما سبق أن عوقب الحكم الزامبي سيكازوي بسبب “فضائحه” في مباراة الترجي وبريميرو أغوسطو الأنغولي، عندما أسهم بطريقة مباشرة في تأهل الترجي.

ثم إن عصام عبد الفتاح مقيد بواجب التحفظ بما أنه أيضا عضو في لجنة الحكام في “الكاف”. فكيف يسمح لنفسه ولاتحاد بلاده بالدفاع عن هذا الحكم الضعيف؟

كما أن الجامعة المغربية لم تخرج، قبل سنوات، لتدافع عن الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون، الذي أخطأ في حق الأهلي في نهائي 2007.

عندما يخطئ الحكم ويستحق العقاب، فإنه خطأ الحكم وليس خطأ اتحاد بلاده..

لقد وقع الاتحاد المصري، الذي يقوده هاني أبوريدة، في الإحراج، ما دفعه ليجعل لجنة الحكام في الواجهة وتخاطب “الكاف”، بدل أن يخاطبه هو مباشرة..

إذا كانت الشجاعة والكفاءة والنزاهة هي عدم احتساب هدف صحيح وعدم الإعلان عن ضربة جزاء والتغاضي عن ثلاث بطائق صفراء في حق عميد الترجي خليل شمام، وهي ارتكاب الأخطاء نفسها ولمصلحة الفريق نفسه في مباراة سابقة جمعت الترجي بشباب قسنطينة، عندما احتسب ضربة جزاء خيالية ضد قسنطينة، فإننا يمكن أن نفهم سبب الاحتجاجات المستمرّة على عصام عبد الفتاح من معظم الأندية المصرية..

خطوة لجنة الحكام في الاتحاد المصري ليست محسوبة وليس هناك أي مبرر للدفاع عن حكم ساهمت أخطاؤه الفاضحة في التأثير على نتيجة المباراة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *