ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.

وترفع حلقات هذه السلسلة، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة. وتُسقط الحلقات، قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية. كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة “FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية… في حلقة اليوم سنتعرف على باخرة “شارك” السورية.. و قصىة ملاحقة المخابرات المغربية

 

الرباط: محمد سليكي

 

من أجل تعميق التحقيقات، ستحيل مصلحة الشرطة القضائية في ولاية أمن أكادير، في غشت 2015، على المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للاستخبارات المغربية الـ”DST”، شبكة سورية سبق أن اعتقل أفرادها في المغرب على متن باخرة مسلحة انطلقت من تركيا واتجهت نحو غرب إفريقيا، بحثا عن”نبترات الأمونيوم”، من بينهم مجند سابق في الجيش العربي السوري التابع لنظام بشار الأسد.

سيؤكد القبطان البحري المدعو عبد الناصر الصباغ، سوري الجنسية وتركي القامة، بمناسبة التحقيق معه، أنه قبطان الباخرة المسماة “شارك”، التي انطلقت من تركيا نحو غرب إفريقيا، بحثا عن “نيترات الأمونيوم”.

تكاد تصريحات المتهم تتطابق مع تلك التي أدلى بها المتهمون المسمون حسام قردوح ومحمد الشيخة ومحمد خالد زين، مقرا بأنه خلال انطلاق الرحلة المشبوهة لهذه الباخرة من ميناء إسنكدرون في تركيا صوب المغرب، مرورا بمصر وتونس، كان على علم بأن هؤلاء يتوفرون في هواتفهم المحمولة على صور فوتوغرافية لهم وهم حاملون أسلحة نارية بلباس عسكري وأخرى فيها راية سوداء ترمز إلى تنظيم “داعش”.

ستظهر خطورة هذه الشبكة من خلال اعتراف المدعو حاسم قردوح، المنحدر من اللاذقية السورية، حين كشف أنه بحكم عمله كمساعد للقبطان، ستنطلق في أبريل 2015 رحلة باخرة “شارك” من ميناء أسكندرون في تركيا في اتجاه سواحل مصر. هناك، سيمكث أفراد هذه العصابة، المتهمة بحمل مشروع إرهابي، لمدة ثلاثة أسابيع في مدينة الإسنكدرية، بعد روسو باخرتهم في مينائها البحري، والغرض هو شحن كمية من نيترات الأمونيوم، بهدف إفراغها في ميناء تونس العاصمة.

ستشحن نترات الأمونيوم هذه، وهي “مركب كيميائي له الصيغة “NH4NO3” وتستخدَم في تصنيع القنابل والمتفجرات”، حسب موسوعة ويكيبيديا، بأمر من مالك الباخرة، في اتجاه ميناء تونس العاصمة. لكن اضطراب الأحوال الجوية، وفق الرجل الثاني في هذه العصابة، سيجبر طاقم سفينة “شارك”المشبوهة على تغيير وجهتها نحو مدينة صفاقص التونسية، إذ سيتوصل المدعو محمد خالد الزين بمكالمة هاتفية من مالك الباخرة يأمرهم فيها بالإبحار في اتجاه مدينة الدار البيضاء..

كان غرض هذه العصابة من التوجه نحو ميناء الدار البيضاء الساحلي هو شحن 1000 طن من مادة الملح، حسب تصريحاتهم، غير أن الحاجة إلى التزود بالوقود ستدفعهم إلى التوقف عند ميناء الناظور على الواجهة المتوسطية.

سترفض السلطات المغربية، وفق المدعو حاسم قردوح، وهو مجند سابق في الجيش العربي السوري، التابع لنظام بشار الأسد، دخول باخرتهم ميناء الناظور ليمكثوا في المياه الإقليمية الوطنية زهاء 20 يوما، فيما تولى”يخت” أرسله مالك السفينة إلى هذه المياه مهمة تأمين توصلهم بالمواد الغذائية.

لم يمرّ على روسو هذه الباخرة بميناء الناظور سوى ساعات قليلة حتى سمح لها بالإبحار من جديد في اتجاه الدار البيضاء، إذ سترفض سلطات ميناء “كازا بور” رسو سفينتهم بسب انتهاء مدة صلاحية وثائقها، ليقرر القبطان التوجه نحو ميناء أكادير، حيث سيودع طاقمها الإبحار بحُرية ويبدأ “رحلة” الجلوس على كرسي الاعتراف أمام المحققين هناك في مقر “FBI المغرب” في سلا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *