إعداد: عبدو المراكشي
هي أسماء كثيرة حلّقت بعيدا عن أرض الوطن لتصنع تاريخها في المهجر. من الرياضة إلى السياسة، فالثقافة والبحث العلمي والاقتصاد وعلم الاجتماع.. أسماء لمعتْ في شتى الميادين، فرّقتها الجغرافيا ووحّدها اسم المغرب.. ونقدّم لكم لمحة عن بعضهم في هذه الفسحة الرمضانية.
عُيٌنت، في يناير 2017، بحسب ما كشف الموقع الرسمي لمختبر “أرغون” الوطني، التابع لوزارة الطاقة الأمريكية، مديرةً لقسم الفيزياء في المختبر.
إنها المغربية كوثر حافظي، عالمة الفيزياء النووية التجريبية، ضيفة حلقتنا الليلة من “قصص أسماء مغربية سطعت في المهجر”.
ولم يأتِ تعيين حافظي، الذي نشره الموقع الرسمي للمختبر الأمريكي، من فراغ، فهذه العالمة المغربية تتوفر على تجربة 17 سنة من البحوث في أمريكا وأوربا. كما ألّفت أكثر من 140 منشورا وقدّمت عشرات المداخلات والمحاضرات في تظاهرات دولية احتضنتها جامعات ومختبرات عديدة.
وقبل أن تصير مديرته، قادت حافيظي العديد المشاريع العلمية الضّخمة في المختبر، الذي يجري بحوثا علمية في تخصصات كثيرة.
يعدّ لمختبر “أرغون” الوطني من أكبر منارات البحث العلمي في العالم وفيه أجهزة عملاقة من قبيل “المسرع الدوراني التزامني” المسمى “APS” و”سوبر كمبيوتر” IBM المسمى “Blue Gene/Q”. ومن أهمّ ما يشتغل عليه المختبر تطوير الطاقة البديلة والنووية ضمن تخصصات أخرى عديدة.
ويضم قسم الفيزياء في مختبر أرغون أزيد من 100 عالم ومهندس وموظف يعملون على رفع تحديات الفيزياء الأساسية للطاقات المنخفضة والمتوسطة.
بدأت كوثر حافظي تعليمها في النظام التعليمي المغربي. ثم التحقت في بداية مسارها الجامعي، بجامعة محمد الخامس في الرباط. بعد ذلك حصلت على الدكتوراه في فرنسا، قبل أن تنتقل إلى أمريكا.
كباحثة، تتمحور تجارب كوثر حافظي حول دراسة “الكوارك” (وهو جسيم أولي وأحد العناصر الأولية للمادة و”الغلوون” في إطار نظرية القوة النووية الشديدة.
أصدرت أزيد من 140 بحثا علميا وحصلت على العديد من الجوائز العلمية، في أوربا وأمريكا.
ووصف بول كيرنز، المدير بالنيابة لمختبر أرغون، المسار العلمي لكوثر حافظي بالمتميّز، مصرّحا بأن له “الشرف برؤيتها تترأس قسمنا في الفيزياء (..) نظرا إلى تجربتها الرائعة ولنظرتها الفريدة”.
وبدوره، قال رئيس مديرية العلوم الفيزيائية والهندسة في المختبر عن تعيين حافظي إن عالمة الفيزياء، التي تعد حاليا الرئيس العلمي المساعد للمختبر الأمريكي للبحث والتطوير، “باحثة بارعة تمتلك شغفا كبيرا للعلم وستعطي لهذا الدور نظرة قوية نحو المستقبل”. وتابع أن هذا التعيين جاء ليتوج مسارا علميا طويلا، لكوثر حافظي (39 سنة حينذاك) في مجال البحث في العديد من المؤسسات الرئيسية للتحفيز في الولايات المتحدة وأوربا.
ركزت حافظي، بعد تخرجها من جامعة باريس-جنوب، ومن مفوضية الطاقة الذرية والطاقات البديلة، على دراسة بنية نوكليون (البروتونات والنيوترونات المكونة لنواة الذرة) والنواة، في سياق نظرية التفاعلات القوية. ومن 2013 إلى 2014 قادت سلسلة مشاريع كبرى خُصّصت لإنجاز بعثات علمية أمريكية في مكتب الفيزياء النووية في وزارة الطاقة الأمريكية.