ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.

وترفع حلقات هذه السلسلة، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة.

وتُسقط الحلقات،  قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية. كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة “FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية…

في حلقة اليوم، سنتعرف على  المشروع الجماعي الإرهابي لخلية “الكباصة”، وهي واحدة من أخطر خلايا تنظيم “داعش” المفككة في المغرب، والأسلحة النارية التي كانت تخطط لاستعمالها في إغراق ملاهي المملكة في حمام دم ليلة رأس السنة، وأسرار عملية “الفجر”، التي أنقذت المغرب من هجمات كانت تنتظر أوامر “ساعة الصفر”…

الرباط: محمد سليكي

 

كانت غرفة إدارة العلميات المركزية في” FBI المغرب”، تتابع عن كثب تدخلات فرقها الميدانية في تفكيك خلية “الدولة الإسلامية بالعراق والشام” الإرهابية في مدن القنيطرة وسلا وقصبة تادلة وبني وخنيفرة، لكن مع إيلاء اهتمام خاص لعملية “الفجر” في القنيطرة.

فجر جمعة الحادي عشر من دجنبر 2015، ستعلن ثلاث فرق كومندو محيط منزل من طابقين في طور البناء بحي الوفاء (1) في القنيطرة منطقة أمنية محظورة في وجه العموم لساعات، والسبب شروعها في مسح الموقع بحثا عن أسلحة نارية، بعد إيقافها “كبّاصة” كانوا مطلوبين للعدالة.

لم يغادر رواد مسجد “الغفران”، المجاور، المكان إلى حال سبيلهم، كما جرت العادة، بل تحلّقوا منبهرين، وهم يتابعون مشاهد واقعية على طريقة أفلام السينما، لكنها حقيقة أبطالها أعضاء كومندو المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.

ويبدو أنْ لا أحدا من رواد هذا المسجد ولا من سكان حي “الوفا” الشعبي كان يظن أن يكون هؤلاء “الدواعش”الموقوفين يقطنون في ذلك المنزل المجاور لهم، والواقع بين روض للأطفال ومحلبة تسمى محلبة “الخير”، بل وأن يتخذوه مخبأ سريا لترسانة من الأسلحة النارية.

سيحجز كومندو “البسيج” لدى خلية “الكباصة”، التي كان أفرادها يعتزمون الالتحاق بصفوف ما يسمى تنظيم “الدولة الإسلامية” في الساحة السورية -العراقية أو فرعه في ليبيا، أسلحة نارية وذخيرة حية، وهي ملفوفة بعناية فائقة بـ”صكوتش” البضائع ومدفونة في حمّام الطابق الأول، من منزل حي الوفا في القنيطرة.

سيعيد سقوط “ذئاب القنيطرة” المنفردة في شباك “البسيج” يوم 11 دجنبر 2015 إلى الأذهان حادثة إعلان الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، يوم 7 نوفمبر 2014، تجنيب البلاد والعباد مخططا “داعشيا” يقوده فرنسي لا يقل خطورة عما جرى إحباطه على يد” FBI المغرب”.

قبل عام من تفكيك خلية “الكباصة”، ستكشف مصادر مقربة من الأبحاث الجارية أن خلية القنيطرة الإرهابية، بقيادة مواطن فرنسي، خططت لاقتراف جرائم خطيرة داخل التراب الوطني، إذ كانت ستعمل على تفجير مناطق حساسة في المملكة، عن طريق تقنية التفجير عن بعد وسرقة الأسلحة النارية من ثكنة عسكرية واغتيال بعض رموز الدولة.

سيؤكد البحث مع المواطن الفرنسي “ب. ف.” والمغربي الحامل للجنسية الفرنسية “أ. أ.”، المواليين لتنظيم “الدولة الإسلامية”، واللذين جرى اعتقالهما بتاريخ 27 أكتوبر 2014 في مدينة القنيطرة، مدى خطورة مخططهما الإرهابي الذي كان يعتزمان تنفيذه، بعدما تأثرا بنهج التنظيم المتطرف “فرسان العزة”، الذي كان ينشط في فرنسا، لتكوين خلية إرهابية في القنيطرة تستهدف ضرب العديد من المواقع الحساسة في المملكة عن طريق تقنية التفجير عن بعد.

قالت الداخلية، حينذاك، في بلاغ نشرته وكالة “لاماب” الرسمية، إنه “لتنفيذ أهدافهما التخريبية، كان المشتبه فيهما يعتزمان الحصول على المواد التي تدخل في صناعة العبوات والأجسام المتفجرة، بعد أن اكتسبا تجربة كبيرة في هذا الشأن عبر المواقع الإلكترونية المتخصصة في هذا المجال”، مضيفة: “كما خطط المعنيان بالأمر للحصول على أسلحة نارية من إحدى الثكنات العسكرية لاستهداف بعض رموز الدولة وشخصيات أجنبية بعمليات نوعية من أجل زرع الرعب وترهيب المواطنين”.

بالعودة إلى خلية “الكباصة”، ستكشف الأبحاث أن عدد المحجوزات التي عُثر عليها خلال مداهمة مخبئهم دارت ما بين مسدسَين وشاحن خراطيش و25 خرطوشة -عيار 9 ملمترات وأوراق مالية وثلاثة هواتف نقالة وبطائق تعبئة هاتفية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *